لا يكتفي حزب الله في مواصلة حملاته العدائية ضد رافعي مشروع الدولة في لبنان وعلى رأسهم حزب القوات اللبنانية، بل يسعى بشكل ظاهر ومُمنهج إلى تسعير الفتنة بين هذه المكوّنات السيادية من جهّة وأبناء الطائفة السُّنّيّة من جهّة ثانية، وقد كانت لحظة خروج الرئيس سعد الحريري من الساحة السياسية، الفرصة السانحة لـ"الحزب" كي ينقضّ على خصومه.وتوازياً مع محاولاته لتقليب "السُّنّة" ضد "القوّات" وبقية القوى، يتسلّل حزب الله إلى عمق المناطق السُّنّيّة حيثُ باتَ له تواجداً ملموساً أكان عبر شخصيات مُستحدثة إعلامياً أو من خلال تسويقه كلامياً أكثر منه فعلياً لمساعداته التي يُغدقها داخل هذه البيئة.خطة "الحزب" إذاً تقوم على إخراج القوى السيادية من حاضنة الطائفة الأكبر في لبنان، واستبدالها بنفسه أكان مباشرةً أو عبر ممثّلين له داخلها، فهل تنجح هذه الاستراتيجية أو يكون للسُّنّة كلاماً آخر؟ صناديق الاقتراع كفيلة بحسم الأمور.
