إستقالة أو مناورة؟

123191Image1

كشفت معلومات نيابية عن تباعد في المقاربات التي إعتمدتها كتلة “الجمهورية القوية” وتكتل “لبنان القوي”، على الرغم من إمتناعهما عن الموافقة على التوصية التي إتخذها مجلس النواب، من رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المجلس النيابي، وتحميله الرئيس المكلّف سعد الحريري، مسؤولية التأخير في تأليف الحكومة، وذلك على الرغم من أن نواب الكتلتين لم يوافقوا على توصية المجلس النيابي، خصوصاً وأن النائب جورج عدوان، كرّر إعلان موقف “القوات اللبنانية” بأن الحل للأزمة الحالية يكون بإنتخابات نيابية مبكرة، وأن أي حل آخر لن يكون سوى مضيعة للوقت.
وإذا ما صحّ تلويح رئيس “التيار الوطني الحرجبران باسيل، بالإستقالة من المجلس، فإن المعلومات تحدثت عن إحتمال التلاقي بين الطرفين على قرار الإستقالة، ولو من دون تنسيق مُسبَق. فهل تستقيل كتلتا “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” من المجلس النيابي من أجل الضغط لإجراء انتخابات نيابية مبكرة؟
على هذا السؤال، توضح معلومات مؤكدة، أن موقف “القوات” واضح ومُعلن، بينما في المقابل، فإن موقف “التيار الوطني” لا زال ضبابياً وغير محسوم، خصوصاً وأن رئيسه سبق وأن لوّح بها، لكنه تراجع عندما دعته “القوات” إلى خطوة مشتركة في هذا الإطار. وتوضح أن ما تغيّر اليوم هو النتائج التي خلصت إليها جلسة السبت الماضي، حيث بدا من الواضح أن الأفق الحكومي مسدود، بعدما ألقى الرئيس المكلّف كرة المسؤولية عن التأخير بتأليف الحكومة في ملعب الرئاسة الأولى، وصولاً إلى إعلان الرئيس بري بأن أسباب التأخير داخلية مئة بالمئة.
وإذ تؤكد هذه المعلومات أن ما من خرق قد تحقّق على صعيد عودة قنوات التواصل بين المقرّات الرئاسية لجهة مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إلى القيام بخطوة عملية في هذا الإتجاه، تلفت إلى أن الحديث عن عودة “التيار الوطني” إلى التهديد بالإستقالة من المجلس، والذي وضعه البعض في سياق المناورة للضغط على حلفائه لم يخرج من حسابات “التيار”، وإزداد الحديث عنه في الأيام القليلة الماضية، وذلك، في حال بقيت عملية التشكيل متعذّرة، في الوقت الذي يصرّ فيه رئيس الجمهورية على تشكيل حكومة وفق المعايير التي حدّدها في أكثر من مناسبة.
وعلى الرغم من أن المعلومات تركّز على أن مناورة الإستقالة سوف تخلط الأوراق على نطاق واسع، كون إستقالة أكبر كتلة نيابية مسيحية تزامناً مع إستقالة كتلة “القوات”، من شأنه أن يطرح على الطاولة عنوان “الميثاقية” في المجلس، وربما يدفع نحو تسريع الإستحقاق النيابي، وإن كان الرئيس بري كما “حزب الله”، يعارضان مثل هذه الخطوة التي تفتح الباب واسعاً أمام سيناريوهات غير محسوبة في اللحظة الراهنة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: