إسرائيل "تُفشل" الإعمار بالنار

msayleh

أْحصت أوساط واسعة الاطلاع 5 نقاط اشتمل عليها بنك الأهداف الاسرائيلي وراء ثاني أعنف الغارات المتسلسلة منذ اتفاق وقف النار والتي تسبَّبت في شركة المجابل العاملية بتدمير مجبل الباطون ومعمل الزفت وعشرات آليات ضخّ الباطون والجبالات والشاحنات وخزانات المازوت والفيول، وفي منشآت شركة الكسارات الوطنية بـ"مسح" الكسارة ومباني الإدارة والشاحنات والجرافات ومولدات الكهرباء، إضافة إلى "حرق" نصف مليون ليتر من المازوت كانت في خزانات وقود تابعة لمؤسسة مياه الجنوب ومخصصة لتشغيل آبار المياه في قرى المنطقة بكاملها.

وهذه الأهداف المتوازية التي تتمحور حول أولوية سحب سلاح حزب الله "الأمس قبل اليوم"، والتي أرادت اسرائيل تظهيرها هي:

- إضافة خط أحمر جديد "بالنار" أمام أي إعمارٍ خصوصاً في جنوب لبنان، عبر ضرْب البنية التحتية واللوجستية لهذا المسار، الذي لا يزال يتلمّس طريق انطلاقته، وهو ما كان بدأ بالغارة على المصيلح فجر السبت الماضي بما عُرف بـ"مجرزة" الحفارات والجرافات.

- تأكيد أنّ "الحرب" السياسية الدائرة في لبنان بين حزب الله ومعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبين حكومة الرئيس نواف سلام حول الإعمار، وضغط الثنائي الشيعي على السلطة التنفيذية لرصْد أموال في موازنة 2026 لبدء الإعمار وإلا "لن تمرّ في مجلس النواب"، ما هو إلا على طريقة "محاربة طواحين الهواء"، لأنّ اسرائيل ليس فقط ستعاود تدمير ما يعاد بناؤه بل لن تسمح بأن يقوم الجنوب وحتى البقاع وربما الضاحية من تحت الأنقاض ما لم يتحقق الهدف من "جبهة لبنان" وهو سحْب سلاح الحزب وضمان أمنها "لمرة واحدة وأخيرة".

- أن الدولة اللبنانية وبناها التحتية ليست بمنأى عن "حلقة النار" عندما يتعلّق الأمر بإعادة الإعمار ونهوض الجنوب، مع "ربط نزاع" ضمني مع أي حرب شاملة جديدة ربما لن توفّر هذه المرة المنشآت التابعة للدولة، باعتبار أنها متلكئة عن تنفيذ ما تعهّدت به لجهة تفكيك الترسانة العسكرية لحزب الله.

- أن مَسار الحلّ في غزة، على التعقيدات الماثلة أمام مرحلته الثانية، مفصولٌ تماماً عن لبنان، ما خلا "تَطابُق" مرتكزات التسوية على قاعدة اجتثاثِ "حماس" عسكرياً (وكف يدها عن أي دور سياسي في إدارة القطاع) وإضافة "قاطرة" جديدة إلى "قطار السلام" أو "الاتفاقات الأمنية".

- أن الدعوةَ إلى التفاوض مع اسرائيل التي وجّهها الرئيس جوزاف عون الأحد الماضي "لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، (...) أما شكل هذا التفاوض فيُحدَّد في حينه"، لا مَفاعيل سياسية وديبلوماسية ولا عسكرية لها، بل أن اسرائيل "أطلقت النار" واقعياً بغاراتِ الخميس - والتي استكملتها أمس باستهداف حفارة على طريق كفردونين – ديركيفا حيث سقط شخص - على هذه الدعوة بوصْفها لا تلبّي تطلّعاتها إلى مفاوضاتٍ مباشرة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: