رأى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن الأحداث ابتدأت في مرحلة معينة، عندما شاء البعض في السويداء الدخول في المجهول، ونادوا بشيء من الحكم المحلي، وأن الأمور تفاقمت عندما دبّت الفوضى، وأرسلت الحكومة المركزية قوات الأمن العام.
وقال في حديث صحفي: "في مرحلة معينة، كان هناك نسبيًا شيئاً من الهدوء، ثم اضطر محافظ السويداء مصطفى بكور، أن يترك المحافظة، ثم عاد. وثم جرى ما جرى عندما دخل الجيش، أو ارتكبت بعض عناصر من الأمن الداخلي ارتكابات، إن لم نقل جرائم بحق أهل السويداء، فكانت ردة الفعل أيضًا بالجرائم والقتال من بعض فصائل السويداء بحق أهلنا البدو، الذين هم من النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي منذ قرون في حوران. هم أهل، لكن جرى الفرز والاقتتال على مدى أسبوع. فوصلنا إلى ما وصلت إليه الأمور. حتى هذه اللحظة، الأمور اليوم هادئة، لكن لا بد من حل من أجل سوريا واحدة موحدة".
وتابع جنبلاط: "عندما ذكرت أن البعض في السويداء حاول أن يستفرد بالقرار، أقصد الشيخ حكمت الهجري. وعندما أقول إن بعض الوحدات العسكرية أو الأمنية قامت بارتكابات أو جرائم، أقصد الرئيس الشرع، طبعًا القوات التي يأمرها. لذا لا بد – وناديت بهذا الأمر من اللحظة الأولى – من محاسبة الرموز الأساسية التي ارتكبت جرائم، ومحاسبة هذه الرموز من جماعة الأمن أو الجيش. كما يجب تشكيل لجنة تحقيق عدلية وقضائية تحقق من الجهتين، وتكشف مَن الذي أوصل أهل السويداء وسوريا والحكم إلى هذه المصيبة الكبرى التي تهدّد، وقد تهدد، وحدة سوريا."
جنبلاط أضاف: "طالب الشيخ الهجري بالتدخل المباشر من إسرائيل. وهنا علينا أن ننتبه، وعليه أن يوقن بأن إسرائيل لا تحمي أحدًا، بل تستخدم كل المكونات والطوائف، وحتى الدول، من أجل مآربها. ثانيًا، حتى شيخ عقل الطائفة المعروفية في فلسطين المحتلة، في إسرائيل موفق طريف، صدر عنه بيان يدعو فيه للتهدئة. لماذا؟ لسبب بسيط، لأن بعضًا من الخلاف البدوي – الدرزي كاد أن ينتقل إلى داخل فلسطين. وهناك، في فلسطين، بدو عرب في النقب وشمال فلسطين، وهناك أيضًا دروز. إذًا، حتى الشيخ طريف، الذي شجّع أو حاول أن يشجع الشيخ الهجري، أعطاه نصيحة بالهدوء، لأن الأمر قد يفلت من السيطرة في كل مكان."
واردف: "إسرائيل هي المحرّك. وإذا عدتُ بالذاكرة إلى الماضي، عندما كنت أرافق كمال جنبلاط، وكنت شابًا أيام القومية العربية آنذاك، أيام جمال عبد الناصر، كنت أسمع أن إسرائيل تريد تفتيت المنطقة إربًا إربًا. إسرائيل اليوم، بعد زوال دول عربية مركزية، علينا أن ننتبه، ويجب أن يُعالج الأمر بحكمة، بين المملكة العربية السعودية، والأردن، وأحمد الشرع، وتركيا. تبدأ المعالجة من سوريا: معالجة الشرخ الدامي، التحقيق والإدانة، ثم الدخول في المصالحة والتعويضات."
كما أكمل حديثه قائلاً: "جرى اتفاق في السويداء، لكن هذا الاتفاق لم يُطبّق. وعلينا أن نسأل، والسؤال مشروع: من سيدير الأمن في السويداء؟ هل من الممكن أن يستفرد أحدهم بالسويداء، كالشيخ الهجري، في كل أمور السويداء السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ ثالثًا، علينا أن نرى أيضًا أن على الدولة أن تتقدم بمقترحات عملية، وعندما أقول ذلك، لا بد من محاسبة وإقصاء ومحاكمة الذين ارتكبوا الجرائم بحق أهل السويداء، وبذات الوقت أيضًا، لا بد من لجنة تحقيق في السويداء، وإقصاء ومحاكمة الذين ارتكبوا جرائم بحق أهلنا البدو. لذلك، لا بد من حل سياسي من خلال التحقيق والاتفاق مع المسؤولين وجميع المكونات في السويداء، على أن تكون المصالحة والعودة إلى العيش المشترك، كما كان سابقًا لعقود. الأهم من ردة الفعل الحالية التي جرت بحق البدو، هو المصالحة، والمحاكمة، والتحقيق."
وتابع جنبلاط: "إنني أتحدث لصالح سوريا ككل، لا أتحدث لاتخاذ موقف متحيّز مع هذا أو ذاك، بل أتحدث من أجل سوريا موحّدة، ومن أجل صيغة موحّدة لسوريا، حيث يتفق حكام سوريا فيما بينهم على صيغة الحكم، وعلى مشاركة أوسع من جميع القطاعات والجهات في الحكم".
وفي السياق نفسه، أشار: "تعرّضت في لبنان، بعد موقفي، إلى انتقادات حادّة، لكن في ذات الوقت أتجاوز الانتقادات فقط من أجل الوصول إلى الحل. صراحةً، لا أملك، إلا من خلال الكلام الهادئ، لا أملك - إذا صحّ التعبير - تأثيراً على أهل السويداء إلا بالتحدث معهم بشكل هادئ من قبلي، ومن مشيخة العقل في لبنان، ومن قبل العقلاء في السويداء، كي نصل إلى حل. لكن أحدهم لا يريد الحل، ويريد الاستمرار في التصعيد والتصعيد المضاد. نصل عندها إلى الأزمة الكبرى التي تهدد الجميع."
ورداً على سؤال عمّا إذا تواصل مع الهجري، أجاب جنبلاط: "كلا. كنت أتحدث معه عندما قام بثورته التي سمّاها ثورة مدنية، آنذاك في أيام نظام الأسد. لاحقًا، كلا. تحدثت مع السلطات السورية، وعالجنا سويًا بالممكن، ونجحنا إلى حدّ ما، عندما حدثت أحداث جرمانا وأشرفية صحنايا، واستطعنا أن نصل إلى حلول جزئية مقبولة. لكن حدث السويداء فاق كل شيء، من الجهتين، كي نرى الأمور بموضوعية."
أما عمّا إذا كان كسر الهجري هو كسر للمشروع الإسرائيلي في جنوب سوريا، فقال جنبلاط: "لا يمكن الدخول في هذه المقاربة، وأن نقول كسر الهجري عمليًا. ولا يُبعَد عن المشهد السياسي إلا إذا بدأنا بتشكيل لجنة التحقيق للمحاسبة، والوصول إلى نتيجة. هنا أنصح بقراءة هذا الكتاب: The Damascus Event، أحداث الشام. هذا حدث في عام 1860، أيام السلطنة العثمانية، وكانت السلطنة يُقال عنها ذاك الرجل المريض. حدثت أحداث إجرامية بحق مسيحيي الشام. أرسلت السلطنة رجلًا استثنائيًا إلى الشام اسمه فؤاد باشا، كان وزير خارجية، ثم لاحقًا تبوأ منصب الصدر الأعظم. أول ما فعله فؤاد باشا هو أنه أعدم والي الشام، والي الشام الذي قصّر في واجباته الأمنية تجاه مسيحيي الشام. وأعاد الثقة إلى أهل الشام فيما بينهم. لا بد من إجراء مماثل أو موازٍ، كي نصل إلى نتيجة، عندها يتفهم بعض من أهل الجبل بأن دوره انتهى."
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يتوقع هكذا أحداث في السويداء وحاول منعها، أجاب جنبلاط: "حاولت، لكن حكومة الشرع، وعمرها ستة أو سبعة أشهر، هم وصلوا إلى الحكم بهذه السرعة. لا بد من العودة إلى إعادة تأهيل الجيش، ثم الاستفادة من الجيش السابق القديم. ليس كل الجيش السابق القديم الذي كان بأمرة بشار وقد أجرم بحق السوري. ثم آنذاك نتذكر: ليس فقط العلويون الذين أجرموا، أو بعض رموز العلويين، هناك من السنة كعلي المملوك، وهناك من الدروز كعصام زهر الدين. هناك رموز من كل الفئات اشتركت في الإجرام بحق الشعب السوري. فلنستفد من الذين لم يشاركوا، ونطعّم تلك الوحدات الجديدة بوحدات قديمة. هذا هو اقتراح. هذا فقط اقتراح، كي ندخل إلى الحل."
إلى ذلك، شدد جنبلاط على أنه لا بد من رؤية مشتركة، لافتاً إلى أن هناك قوات جديدة، وهناك قوات بعضٌ منها يُقال عنها إنها لا تعلم شيئًا عن سوريا، إذ قال: "مثلًا بعض العناصر التي أتت، يسمونها الإيغور، أتت من الصين، لا أعتقد أنهم يعرفون الكثير عن سوريا العربية مثلًا. لا بد من حل".
أما عن الدعوة لتشكيل جيش السويداء، فقال جنبلاط: "لا أوافق على كلمة جيش السويداء. عندما ندخل بكلمة جيش السويداء، نكون قد دخلنا في أن السويداء أصبحت جزءًا مغرّبًا عن سوريا. أوافق على قوات أمن من السويداء، باستيعاب السلطة المركزية، بما تراه السلطة مناسبًا مع المسؤولين الجدد في السويداء والفعاليات في السويداء، حول كيفية الوصول إلى الأمن. لكن تشكيل جيش؟ عندما نشكّل جيشًا، ندخل في التقسيم".
أضاف: "هناك حذر من بعض أبناء الطائفة الدرزية، بحيث يتهمون النظام الحالي بالتطرّف الديني. لكن ينسى هذا البعض من الأوساط الدرزية أنهم كانوا يتعاملون مع مَن هو أقسى بكثير من النظام الحالي. ثم إن البعض من هذا النظام الحالي، وسمعتها من الشرع، يريدون سوريا موحّدة، طبعًا بغير الصيغة السابقة التي كانت بالحديد والنار. المركزية لا بد أن تُراجع أيضًا، وأن تُبحث صيغ جديدة، فيها نوع من اللامركزية، ليست سياسية، بل اقتصادية، إدارية، إلى آخره. حكم حيث تتمتع المحافظات بشيء من الإدارة الذاتية، سوى الأمن، فالأمن موضوع آخر. هذا النظام الحالي له نفس المشكلة مع جماعة قسد الأكراد في شمال شرق سوريا."
ورداً على سؤال حول الحرب الاهلية اللبنانية، قال: "آنذاك كنت أقاتل ضد الكتائب وأتى الجيش الاسرائيلي بعظمته قبل معركة حرب الجبل، لم يشأ أن يوقف القتال، بل حرّض الدروز على المسيحيين، وحرّض المسيحيين على الدروز، لكن الإمداد العسكري لاحقاً أتى من الشام ومن الإتحاد السوفياتي (الامداد العسكري والسياسي والمالي). كما ساهمت المملكة العربية السعودية في الإمداد المالي، وكنت واضحاً مع الجميع، الإسرائيليون في مرحلة معيّنة استخدموا بعض الجنود الدروز ثُمّ انسحبوا وتركوا الجميع يقتتل في جبل لبنان".
وتابع: "أنطلق من إنتمائي العربي وينطلق البعض من انتمائهم الفئوي، وما يجري في غزة وما يجري في الضفة الغربية يفوق التصوّر، وآسف وأخجل بأن البعض من الدروز يشاركون في هذه المجزرة".
ضمن هذا الإطار أكمل لافتاً: "هذه التصريحات والتصرفات للبعض أيضاً في جبل العرب وغيرها ستعزل الطائفة الدرزية في كل العالم العربي، ونحن مثل كل المواطنين اللبنانيين في المهجر في كل مكان، من أين الخير؟ يأتي من المملكة العربية السعودية من الخليج من دبي من أبو ظبي.. ستعزلنا فكرياً وسياسياً واقتصادياً، إنهم يجلبون على بني معروف المصيبة الكبرى".
كما أشار: "عندما جرى وقف إطلاق النار اتفقنا في الحكومة التي يترأسها الأستاذ نواف سلام ومع الرئيس جوزاف عون على تطبيق كل القرارات الدولية، أي لا سلاح في لبنان خارج سلاح الدولة، وابتدأ العمل في جنوب لبنان، لكن بنفس الوقت لم يتوقف القصف والقتل من قبل اسرائيل. فحتى هذا اليوم أعتقد خسر لبنان، خسرنا او استشهد أكثر من ستمائة أو سبعمائة عنصر، ودمار شامل وحتى هذه اللحظة هناك نقاط خمس محتلة في جنوب لبنان وبرأي الخبراء العسكريين ليس لهذه القرى أو الأماكن أي أهمية عسكرية لأن اسرائيل تحلّق ليلاً نهاراً في كل مكان وتقتل ليلاً نهاراً حيث تشاء".
وفي السياق، قال جنبلاط: "ظننت في تلك المرحلة أن الترسانة العسكرية قد تعيق إسرائيل أو قد تلحق ضرراً في إسرائيل، نعم ربما هذا خطأ لأنني دائماً استندت على الحرب التي جرت عام 2006 عندما فشل العدوان الإسرائيلي، وقاتل أهل الجنوب وقاتلت المقاومة الإسلامية، لكن في هذه المرحلة تطورت الأمور وتغيّرت الأمور ورأينا كيف أن هذه الترسانة لم تجد إلى حد ما بشيء، وكنت أراسل السيد حسن نصرالله قبل استشهاده من خلال وفيق صفا وأقول له لا تجرننا إلى الحرب في هذه الفترة الانتقالية التي كانت فيها الجبهة اللبنانية تساند جبهة حماس، لكن إسرائيل أدخلت وحاربت الجميع وعلينا أن نعترف بأن هذا السلاح الصاروخي أو غير الصاروخي لم يعد مجدٍ".
وقال: "أخذت موقفاً تجاه الممانعة وأخذت موقفاً واضحاً بأحدى تصريحاتي عندما أتى وزير الخارجية الإيراني، قلت لا نريد أن نكون مسرحاً لتصفية الحسابات أو للوصول إلى نتائج معينة، بين النووي الإيراني وبين إسرائيل، لماذا تضحون بلبنان؟ لكن بنفس الوقت بأدبياتي القديمة وتاريخي القديم وحتى هذه اللحظة هناك احتلال للأرض العربية، سنكتفي بالأرض اللبنانية في سوريا ذكرت لك الواقع على الأقل العودة إلى الاتفاقية في عام 1974. وفلسطين موضوع آخر ولم أتصوّر سكوت الغرب الهائل عما يجري".
جنبلاط أضاف: "أعتذر، لكن لا أؤمن في التركيبة اللبنانية، ولا يمكن الوصول إلى تجريد الحزب من السلاح بالقوة. الصواريخ الكبيرة لم تعد تجدي، ستجلب لنا ولهم الدمار الكامل، حيث توجد هذه الصواريخ"، مشيراً إلى أنه لا بد أيضاً من دعم دولي للجيش اللبناني.
ورداً على سؤال أجاب جنبلاط: "الرئاسات الثلاث وفق علمي متفقة على تطبيق القرارات الدولية، ولا بد من أن يقتنع المسؤولون في حزب الله بأن البقاء على الاحتفاظ بسلاح ثقيل صاروخي أو غير صاروخي لن ينفع بالعكس سيجلب لنا ويلات، ولن يستقر لبنان هذا هو رأيي الشخصي والعلني".
وقال: "أتراجع عن فكرة المقاومة كما كانت، لكن لا تستطيع أيضاً أن تحاسبني على فكرة الإدانة التاريخية لإحتلال غربي وإسرائيلي لأرض فلسطين هذا موضوع آخر"، مضيفاً: "لكن في لبنان، على الأقل هذا هو موقفي، أنا مع تطبيق القرارات الدولية ومن بينها انسحاب إسرائيل من الأرض المحتلة في لبنان".
كما اردف: "الحكومة قامت بعمل كبير وخاصة في الجنوب فيما يتعلق بتفكيك القسم الأكبر حسب معلوماتي، قامت بالتفكيك الأكبر للترسانة، لكن في شمال الليطاني وربما في غير مناطق، لا تستطيع حتى هذه اللحظة القوة الأمنية القيام بهذا الأمر لأن الإمكانات غير متوفرة".
وسأل جنبلاط: "لماذا وضع الملامة دائماً على كل لبنان؟ هناك واقع وأستطيع أيضاً القول أن الأمور مترابطة، وأخيراً فرنسا والمملكة العربية السعودية ودول عدة من الغرب ستعقد مؤتمراً للاعتراف بفلسطين سوى الألمان، لأن الألمان حكمهم نازي فاشيستي. أما في أميركا هناك اليوم دوائر في الكونغرس الأميركي تفكّر في الابتعاد أو بالأحرى ترك لبنان وترك العالم العربي حتى أو قسم منه إلى مصيره إلى المجهول، إلى المصير الإسرائيلي. هناك عبث بالسياسة الإسرائيلية، عندما أسمع من مسؤول دولي بأن نتنياهو قال له سأحتل الشام، ماذا يعني هذا؟ الى اين سنذهب؟".
وعن مشاعره حين تمّ القبض على ابراهيم حويجه، المتهم باغتيال الشهيد كمال جنبلاط، قال جنبلاط: "هناك عدالة إلهية وهناك عدالة البشر. أحيانا عدالة البشر تأخذ وقتاً وأحياناً العدالة الإلهية في الوقت المناسب تفعل، وبنفس الوقت أيضاً طلبت شخصياً من الرئيس أحمد الشرع أو أرسلت له اسم إبراهيم حويجه قبل ذكرى اغتيال كمال جنبلاط، وأشكره أنه قام باعتقاله، لذلك أكرر لا بد من محاسبة الذين ارتكبوا جرائم في السويداء من الفريقين، فالعدالة لا تتجزأ".
وتابع: "إبراهيم حويجه متهم بقتل والدي ومتهم بقتل الكثير من اللبنانيين والسوريين، وبعد ما حدث في السويداء من قبل الجيش ومع البدو، لا بد من محاسبة الفريقين"، مؤكداً أن "إبراهيم حويجه مجرم بحق كل الشعب السوري في لبنان عندما قام التحقيق عام 1977 وكان القاضي المسؤول من صيدا رجل نزيه هو الذي أوصلنا إلى إسم القاتل المسؤول عن الإغتيال إبراهيم حويجه، الذي كان بأمرة محمد الخولي الرئيس السابق لمخابرات الطيران. وحويجه هو الذي نفذ في لبنان".
أضاف: "إبراهيم حويجه هو الذي نفّذ لكن حافظ الأسد هو الذي أعطى الأمر بإغتيال والدي. وقمت آنذاك بالذهاب إلى الشام بعد الأربعين من اغتيال كمال جنبلاط لأسباب سياسية وهي الحفاظ على عروبة لبنان وصافحت حافظ الأسد. الظروف السياسية أحيانا تملي عليك وتكون أقوى من إرادتك أو عكس عواطفك".
وحول ما حدث بينه وبين المبعوثة الاميركية السابقة مورغان اورتاغوس، قال: "لا أريد أن أدخل في سجال، وضعت هذه الملاحظة السخيفة وأجبتها على طريقتي الأميركية القبيحة. وهو اسم كتاب شهير صدر في أواخر الخمسينات، حول لماذا الأميركي في كل مكان أو في غالبية الأمكنة متهم بالغزوات".