إشكال رشدان...وبلطجة سلطة لبنان

174180787_4289117514482687_237018204456136704_n

في خطوة تؤشر الى تراجع في المواقف، أصدرت نقابة الفنانين المحترفين بياناً ليل أمس، هو الثاني بعد البيان الأول الذي وُزع اثر الإشكال الذي تعرض له الممثل أسعد رشدان في نهاية الأسبوع المنصرم عندما أقدم عدد من الأشخاص أطلقوا على أنفسهم إسم"الحرس العوني القديم" على لصق صور لرئيس الجمهورية على جدران منزل رشدان في عمشيت، بعد كلام صرّح به الأخير خلال مقابلة لأحد المواقع هاجم فيه رئيس الجمهورية وصهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
البيان الأول الذي صدر بتوقيع الممثل جهاد الأطرش، وبالإجماع كما قيل، طلب من الفنانين الأعضاء المنتسبين الى النقابات الفنية عدم التعرض والتجريح بالأحزاب والتيارات والمذاهب والحركات، ما استدعى ردود فعل شاجبة ومستنكرة من الفنانين الذي وصفوا البيان ب"العار" و "السقطة"، مطالبين أعضاء مجلس النقابة بالإستقالة الفورية وتحديد مواعيد سريعة للإنتخابات النقابية تبعاً للقوانين والأنظمة الداخلية وذلك، ودائماً بحسب تعليقات الفنانين عبر وسائل التواصل كافة، لتقاعس مجالس النقابات عن واجباتها في تنظيم الإنتخابات التي إستحقت منذ فترة طويلة، مشددين على الإستقالة الفورية التي هي الحل الوحيد الممكن لتخطي هذه "السقطة" التي لا يمكن إصلاحها، وفي حال عدم التجاوب سيكون هناك تحركات تصعيدية على كل المستويات من أجل إسترجاع النقابات الى صفوف الفنانين.
بيان النقابة "الليلي" شكل ما يشبه الخطوة التراجعية بعد التعليقات والتغريدات العالية اللهجة للفنانين، فحاولت التوضيح أن "البيان الأول جاءخلال طور الإعداد بعد وقوع أكثر من إشكالية بين عدد من الزملاء بسبب تعرض البعض على وسائل التواصل الإجتماعي لرموز لبنانية، وهو أي البيان الأول، تزامن مع حادثة الممثل الزميل أسعد رشدان، وبالتالي يهمنا أن نوضح أن البيان لا يخص الزميل رشدان تحديداً، بل هو تدبير إداري يعني كامل أعضاء النقابة، أما بالنسبة الى ما جرى لزميلنا من تعرض لمنزله فهو مدان أيضاً لأننا، وعلى رغم كل الظروف، لا نزال نعتبر أن الدولة
والقضاء هما وحدهما السلطة القادرة على إعطاء كل ذي حق حقه".
وكانت مؤسسة "إعلاميون من أجل الحرية" قد دخلت بدورها على خط السجال القائم والمحتدم، فإعتبرت أن " الإعتداء على منزل رشدان يشكل ترجمة حقيقية لسلوك البلطجة الذي تعتمده المنظومة الحاكمة، وبهذا الأسلوب تسقط آخر أوراق التين عن أدائها."
يبقى السؤال الأهم هل ستشكل هذه الحادثة الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل باتجاه ترتيب البيت الداخلي للفنانين وتحسين أداء نقاباتهم كلها التي عليها أن تسعى لتأمين عيش كريم لأعضائها وتجنيبهم الذل والمهانة في آخر مراحل عطائاتهم الإبداعية؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: