إضاءة على بعض نقاط التباينات

19_2020-637273933986452980-645

بقلم عماد حداد

توجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برسالة مقتضبة وبكلمات منتقاة بعناية، من ضمنها التفاتة وتعاطف شخصي من "الحكيم" للحريري، وإعلان المقاومة المستمرة حتى ينتصر لبنان، غير الخاضع لإرادة إيران والخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء السيادة مرتين. لا بد من وضع الأمور في نصابها، وهذا واجبنا تجاه أنفسنا كما تجاه الآخرين، رأي عام ومعنيين مباشرين، لأن همروجة المضللين قد تؤدي في نهاية الأمر إلى اقتناع البعض، عن حسن نية أو عن سوئها بالحقيقة المشوبة بتشويه المواقف، ووضعها في إطارها الخطأ فتعطي الإنطباع الخاطئ. فما كاد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، يعلن عزوفه وتياره عن المشاركة ترشيحاً بالإنتخابات النيابية، حتى بدأ الإستغلال الرخيص غير الآبه لأهمية الحدث، وبشكل خاص التيار الوطني الحر على لسان رئيسه ومرؤوسيه، كما على لسان بعض مناصري المستقبل من ذوي الخلفيات، كما الأهداف غير الخافية على أحد، مطلقين كلاماً حول طعن جعجع للحريري، متى كان هذا الطعن، لنستعرض المحطات:

- هل كان عندما رفض سمير جعجع تعديل قانون الإنتخابات النيابية قبل العام ٢٠٠٩ مفضّلاً التضحية بمقاعد نيابية قواتية لمصلحة تحالف "١٤ أذار" وتحديداً حليفيه في المستقبل والإشتراكي.

- هل طعن جعجع يوم أبلغ جبران باسيل بشهادة وحضور إيلي الفرزلي عند البحث بالقانون الأرثوذكسي، بأنه بصدد التفاوض مع تيار المستقبل حول قانون جديد للإنتخابات، وفي حال التوافق عليه فهو سيتخلى عن القانون الأرثوذكسي.

- هل طعن جعجع يوم أصرّ في اتفاق معراب أن يكون الحريري رئيساً لجميع حكومات العهد، كضمانة توازن أذارية سيادية في حال خالف العهد مندرجات اتفاق معراب، وهذا ما أصبح في ما بعد عنواناً للتسوية الرئاسية (نعم، الحريري كان الضمانة، وليس عون).

- هل طعن جعجع يوم استقالة الحريري من السعودية بتأييد الإستقالة كونه استشعر بعد عام على التسوية، بأن المسار انحرف عن الأهداف المرسومة في التسوية الرئاسية، بسبب التسويات التي قام بها الحريري على حسابه الوطني والشخصي ورفاقه وأصدقائه، كما أكد الحريري في كلمة العزوف.

- هل طعن جعجع يوم سمّت القوات الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة العهد الثانية، بعد انتخابات العام ٢٠١٨ التي خاضها الحريري متحالفاً بشكل اساسي مع صديقه جبران.

- هل طعن جعجع يوم طالب في اجتماع بعبدا بتشكيل حكومة اختصاصيين قبل ثورة "١٧ تشرين" رحمة باللبنانيين والحكومة العاجزة، عن مواجهة السيطرة الإيرانية من خلال "حزب الله" والتيار الوطني الحر.

- هل طعن جعجع باستقالة وزرائه ودعوة الحكومة للإستقالة، وقد أكّد الحريري نفسه أنه استقال احتراماً لأصوات الشارع. - هل طعن جعجع عندما طالب باستقالة نواب القوات والمستقبل والإشتراكي معاً يداً بيد، لإسقاط هذه المنظومة وإعادة تكوين السلطة بعد تيقّن الجميع من انعدام أي إمكانية للإصلاح.

- هل طعن جعجع يوم صارح الحريري بأن مرحلة ما بعد "١٧ تشرين" ليست لصالح ترؤسه الحكومة كي لا ينغمس في سمعة المنظومة السيئة داعياً إياه إلى المعارضة، ورفض تسميته للحكومة، والنتيجة التي شهدناها في فشل تأليف حكومات كما في تأليف حكومات فاشلة تؤكّد أن جعجع كان على حق.

هذه المحطات المفصلية ما هي إلا عناوين تتضمّن الكثير من التفاصيل، التي تحمل الحقيقة والصدق في خيارات رئيس القوات من جدوى التسويات، وهذا ما أكده الحريري في رسالته السياسية الوداعية للمستقبل ولبنان. بعد كل ما شهده لبنان من مآسي، حرام أن تعيش الكذبة، أي كذبة. كما أن التهديد الإيراني الذي تحدث عنه الحريري لن يزول من دون مواجهة، بعد فشل التسويات في تحقيق الحد الادنى من الإستقرار السياسي والدبلوماسي والأمني والإقتصادي والإجتماعي . لذا الاجدى الخروج من سياسة الحرد والنكد والإعتكاف، إلى سياسة المنطق والإقدام وأول المدعوين، هم مناصرو المستقبل إلى جانب القوى السيادية الأخرى وعلى رأسهم القوات اللبنانية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: