استفاق اللبنانيون بالأمس على كارثة جديدة، وكأن آب “اللهّاب” لا يشبع من الجثث، وكأنه كُتب على اللبناني أن يدفع ضريبة دموية في كل آب من كل عام.
صباح أمس أتى ثقيلاً محمّلاً بالجثث المتفحّمة هذه المرة، في مشهد سوداوي جديد استحضرت فيه النار المشتعلة مشهد انفجار مرفأ بيروت، ولولا الرعاية الإلهية، كما قال رئيس بلدية التليل، فإن الإنفجار كان سيودي بالمئات لو أنه حصل قبل وقت قصير من إفراغ كميات البنزين من مستودع المحروقات.
ولأن تشابهاً في الموت والجثث المتطايرة في مرفأ بيروت والتليل، لا بدّ من صرخة مدوّية يطلقها أهالي الضحايا والمفقودين والجرحى في كلا الإنفجارين، والذين التحموا في معمودية الدم في جبهة واحدة متراصّة مطالبين بالعدالة والقصاص لمن كان السبب في فقدانهم لذويهم وأبنائهم وأقاربهم.
واعتباراً من اليوم، بات جميع اللبنانيين في مركب واحد مع أهالي الضحايا في مواجهة أعتى سلطة تعمل على طحنهم يومياً بالأزمات والقهر ومن ثم القتل، ولا جفن لها يرفّ.