تصاعدت حماوة إنتخابات نقابة المهندسين- بيروت ودخلت منذ أمس في مرحلتها ما قبل النهائية المقررة الأحد في 18 تموز الجاري لإنتخاب نقيب وستة أعضاء، في ظل إصرار أطراف عدة من السلطة والمعارضة على الإستمرار في زجّ النقابة في الخلافات والصراع السياسي، فيما يعمل عدد كبير من المهندسين على خط ثالث هدفه تحرير النقابة من التدخلات السياسية، لتكون نقابة عصرية حديثة مهنية ووطنية.
لا شيء واضحاً بعد على خط مرشحي بعض أطراف السلطة، إلا تعدد المرشحين، والإستمرار في النهج السابق وعدم إجراء عملية تقويم له، وهو نهج كبّل عمل النقابة وأدى الى تراجع كبير في دورها، أما بعض أطراف المعارضة وإن كانوا يحملون بعض أهداف انتفاضة 17 تشرين، إلا أن الطابع السياسي غالب جداً على خطابهم وأهدافهم، وهم يلتقون مع السلطة في إستمرار زجّ النقابة في الخلافات والتدخلات السياسية، وفي استنساخ الإحتكار على أنهم الناطق الوحيد بإسم هذه الإنتفاضة، وهو ما لاقى اعتراضاً واسعاً بين المهندسين الذين يضعون مصلحة النقابة أولاً، وكذلك بين أطراف أساسية مشاركة في انتفاضة 17 تشرين.
على الخط الثالث، ينشط عدد من المرشحين، وفي طليعتهم المرشح المستقل عبدو سكرية الذي إختتم أمس لقاءاته الحوارية العامة التي شملت معظم المناطق اللبنانية، وتوّجها بلقاء حاشد في كورال بيتش بحضور حوالي 500 مهندس، تم في خلاله استكمال مناقشة برنامجه الإنتخابي الذي يرتكز الى إعلاء واستنهاض دور النقابة بعيداً من الصراع السياسي.
سكرية يرفع شعار الإستقلالية عن الأطراف السياسية، لكنه يعلن انحيازه الكامل الى النقابة والوطن، منتقداً بشدة فساد الطبقة الحاكمة، وهو ما يظهر جلياً في مواقفه وتصريحاته وبرنامجه، ويدعو الجميع الى وضع مصلحة النقابة والمهندسين فوق أي مصالح فئوية أو حزبية أو شخصانية.
الكرة في هذه الأيام في ملعب المهندسين، هم مَن سيحدد في صندوقة الإقتراع أي نقابة يريدون، وأي خيار من الخيارات الثلاثة سيسلكون: نقابة تقليدية حزبية مع إستمرار لمجالس نقابية سابقة أم نقابة غوغائية تستخدم النقابة كمنصة سياسية وتحمّلها شعارات تتناقض مع دورها وتسرّع في انهيارها أم نقابة حديثة متطورة مهنية ووطنية بكل معنى الكلمة..الجواب مساء 18 تموز 2021.
