ابو صعب : انتهى الصبي ودور ام الصبي

baabda-2022

تعليقاً على ما يُشاع ويُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل إعلام قوى الممانعة من تهويل حول مغبة قيام نواب المعارضة السياديين بمقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في ما لو مالت الانتخابات الى إعادة انتخاب مرشح لقوى ٨ آذار وحزب الله، استغرب الكاتب والمحلل السياسي جورج أبو صعب أن تصدر مثل هذه المواقف عن فريق لطالما عُرف بممارساته المنافية للدستور والمناقضة لأبسط قواعد الديمقراطية ولتعطيله أكثر من مرة للمؤسسات الدستورية والاستحقاقات، بهدف ابتزاز اللبنانيين وفرض مرشحيه في مراكز السلطة، بدءاً من تعطيل حكومات كما حصل أيام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وصولاً الى حكومات الرئيس سعد الحريري، ومروراً بتعطيل رئاسة الجمهورية سنتين ونصف السنة لفرض أيصال الرئيس ميشال عون من دون أن ننسى ٧ أيار والقمصان السود وسواها، يومها لم تكن الممانعة مهتمة بتعطيل الدستور ولا الاستحقاقات الدستورية، مستفيدة من تشرذم قوى ١٤ آذار وانتهاج قسم منها أسلوب المسايرة والتسويات والمحاصصات مع حزب الله والتيار الوطني الحر. يومها اعتادت قوى ٨ آذار أن تجد في وجهها "ميوعة" وتراجعات بحجة شعور القوى السيادية بأنها أم الصبي.ويتابع أبو صعب: ماذا كانت النتيجة؟ فقد استولت قوى الممانعة، وعلى رأسها حزب الله والتيار الوطني الحر، على مقدرات البلد فانهار الصبي وانتهى ولم يعد له وجود فعلي بسبب كل الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية والمالية والفساد المستشري والزبائنية وربط مصير البلد بأجندات إيرانية إقليمية ودولية، فحصلت خلال حكم قوى الممانعة أخطر عملية سقوط ونحر للصبي.لذلك يقول أبو صعب إنه "لم يعد هناك صبي نخاف عليه، وبالتالي لم نعد كقوى سيادية وتغييرية ملزمين بأية مساومات أو تسويات أو تنازلات، لا بل بات علينا أن نلجأ الى كل الوسائل الديمقراطية والدستورية والسلمية لقلب الطاولة على سنوات التبعية والفساد والارتهان لإيران لاحياء هذا الصبي لبنان، وقد بات واجب علينا الذهاب ضمن المؤسسات الى كل الخيارات المتاحة لمنع عودة رئيس ممانع الى بعبدا، آملين أن تتمكن القوى السيادية والتغييرية من الاتفاق على مرشح سيادي حر وإصلاح تُخاض معركته لإنقاذ البلاد، والا فليكن خيار مقاطعة الجلسة ونسف النصاب خياراً أخيراً لمنع وصول مرشح لا يشبه لبنان ولا اللبنانيين الأحرار والسياديين.وختم أبو صعب: " أقله هذه المرة، إن تم تعطيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية فيكون ذلك من أجل إنقاذ لبنان من أربع سنوات استكمال دماره، لا من أجل تعطيله كما كان الفريق الآخر يهدف من ممارساته التعطيلية السابقة، فشتان بين الثرى والثريا. خيارنا الأول وتركيزنا الحالي يجب أن يبقى انتخاب رئيس سيادي إنقاذي إصلاحي ينتشل لبنان من حالته البائسة ويعيد الأمل للأجيال كي لا تضطر المعارضة الى اللجوء الى الحلول القصوى.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: