رعى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى ممثلا برئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ وسام سليقا، وبمشاركة عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل ابو فاعور، ندوة ثقافية بعنوان “القيم المعروفية في عالم متغير”، نظمتها اللجنة الثقافية في المجلس، في “مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي” في راشيا.
وكانت كلمة لصاحب الرعاية ألقاها ممثله الشيخ سليقا، شاكراً للنائب ابو فاعور واهالي راشيا وحاصبيا المشاركة، ناقلاً توجيهات شيخ العقل ورسالته، التي “تشدد على اهمية هذه القيم في مجتمعاتنا”.
وقال: “نتكلم عن القيم في راشيا، ونحن ننهل من منهل السلف الصالح الطاهرين ومشايخنا الأجلاء الحاضرين والخميرة الصالحة المودوعة فيهم منذ فجر الزمان ولن تغيرها تقلبات الايام، بل هي على الفطرة السليمة التي بثها سيد الخلق والانام، الحمد لله الذي زيّن الانسان بالعقل وشرّفه بالقيم واكرمه بالاختيار. ان القيم لا تلمس بالايدي ولكنها تلمس بالقلوب، ونرى أثارها بالافعال والمعاملة، فالقيم ليست عبارة تكتب ولا شعاراً يعلقك، بل هي نبض الروح ومقياس الضمير ومرٱة الايمان، فهي التي ترفع الانسان الى أعلى درجات النعم أو ينحدر اذا اضاعها الى درك الجهل والظلم” .
اضاف: “القيم من منظورها الانساني ليست حكراً على طائفة او دين، لانها لغة مشتركة بين البشر يتفاهمون بها من قبل ان ينطقوا، اما من منظورها الروحاني العقائدي فان الطائفة المعروفية تتميز عن غيرها بقيم وتقاليد نحافظ عليها ونتوارثها جيل عن جيل، فإن تخلينا عن قيمنا وتقاليدنا نكون كالشجرة التي قطعت جذورها تموت وإن بقيت واقفة او كالأنهار بلا ضفاف لا يحدّها حدود. إن من اهم ما يحب ان يقال اليوم عن القيم، هو التمسك كل التمسك بقيمنا الإسلامية وهويتنا العربية، فتاريخنا يشهد وحاضرنا يشهد اننا كنا ولا نزال وسنبفى محافظين على هذه الثوابت، من تاريخ الامير السيد والشيخين الفاضل والاشرفاني إلى الامير شكيب ارسلان وسلطان باشا الاطرش والمعلم الشهيد كمال جنبلاط والامير مجيد ارسلان الى يومنا هذا مع المرجعيات الروحية والقادة السياسيين، مع غدنا مع املنا ومستقبلنا مع شبابنا سنبقى نحافظ على هذه الهوية، ابتداء من حفظ الجيرة الى افضل العلاقات مع الجوار مع عالمنا الإسلامي وكافة الدول العربية”.
وختم: “دعوة صاحب السماحة الدائمة الى التمسك بقيمنا المعروفية، التي هي الاساس المتين، من اجل الشراكة الروحية الوطنية، لان الشراكة الروحية هي قلب الاوطان تنبض بها الارواح المؤمنة بوحدة المصير، وهي شراكة تتجاوز الاختلاف الى توحيد الصفوف تحت راية الوطن، فلنحافظ على قيمنا المعروفية إذا”.
بدوره، نوه ابو فاعور بالعنوان المهم لهذه الندوة، مشدداً على اهمية القيم فقال: “في عرفي البسيط هي جزء من الهوية والهوية ثابتة راسخة، الهوية هي هوية توحيدية وعربية إسلامية والقيم هي التعبير عن هذه الهوية وهذه الهوية طالما تعرضت للتحديات، تحديات كثيرة سياسية وثقافية، ولكنها صمدت ورسخت، قد يكون التحدي الأخير أو التحدي في عصرنا الحديث في أيامنا هذه أكبر تحد للهوية العربية الإسلامية التوحيدية، هو مشروع الأسرلة في اسرائيل هو مشروع محاولة إيهام دروز فلسطين بأن الدرزية هي قومية وليست جزءا من القومية العربية أو أن الدرزية هي هوية دينية منفصلة عن الاسلام، الهوية الإسلامية وللأسف المشروع الذي فشل في إسرائيل افشلته إسرائيل بتعاطيها مع كل أبناء الأقلية العربية الذي يعتبر دروز فلسطين جزءاً منهم، يحاول البعض تصديره إلى لبنان وإلى سوريا. إسرائيل نفسها افشلت مشروع الاسرلة أو الهوية الإسرائيلية افشلت هذا الأمر بتعاطيها التاريخي مع دروز فلسطين ومع الهوية العربية، ولكن الضربة القاضية لهذا الوهم الإسرائيلي كانت في مشروع القومية، ان إسرائيل هي دولة قومية لليهود الذي اقر اعتقد في عام 2018 الذي أخرج كل غير اليهود من ما يسمى بالهوية الإسرائيلية، فشل المشروع في إسرائيل، ويحاول البعض رغم فشله أن يبعث هذا المشروع في لبنان في سوريا وربما في الأردن وفي كل مكان يتواجد فيه الموحدون الدروز” .
واعتبر ابو فاعور ان “وليد جنبلاط هو حارس هذه الهوية ومشيخة العقل وشيخ العقل والمجلس المذهبي ايضاً هم حراس هذه الهوية، كما قلت الهوية الراسخة الثابتة التي صمدت على مر كل السنوات وكل الأزمات تحديات سياسية وغير سياسية”.
أضاف: “طبعا هناك تحد آخر هو التحدي الثقافي تحدي وسائل التواصل او الاعلام البديل الذي ربما يحتاج إلى مقاربات مختلفة واشكركم استاذ نعمان، واحييكم على هذا النشاط واشكر مشيخة العقل والمجلس المذهبي، ولكن يجب الخطاب أن يوجه الى الجيل الجديد، نحن نحتاج الى أن نتحدث مع الجيل الجديد ليس فقط مع الجيل الذي عاش كل الفترات السابقة ورسخت هذه الهوية ولا شك لديه في هذا الانتماء، التحدي الأساسي هو مع الجيل الجديد، وهذا يحتاج إلى مقاربة مختلفة، ربما تكون مقاربة غير تقليدية بمعنى استعمال وسائل التواصل الاجتماعي كما قلت لمواجهة التحديات الجديدة، واكرر الشكر على هذا النشاط وأتمنى أن تتكرر هذه اللقاءات، وأتمنى كما قلت أن نوجد أساليب غير تقليدية للتعاطي مع هذا التحدي، تحدي القيم التوحيدية العربية الإسلامية المعبرة عن الهوية العربية الإسلامية للموحدين الدروز” .
وفي ختام الندوة، تم التأكيد على تكثيف اللقاءات والندوات الثقافية، لتعزيز الوحدة والتواصل الدائم مع الشباب، في ظل ما يواجهه العالم من تحديات.