ابي المنى: لسنا ضد السلام في المنطقة.. ولكن!

sami abi almouna

أعلن شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى الرفض المطلق لحصار محافظة السويداء منذ بدء الأحداث الدموية الأليمة التي حصلت، مقدراً الجهود المبذولة في هذا المجال، ومعتبراً أن الدولة السورية تتحمل مسؤولية تغلغل التطرّف تحت عباءة الأمن العام.

ورداً على سؤال حول من يتحمل مسؤولية الدم الذي أهرق في السويداء، قال خلال مقابلة تلفزيونية: "المشهد مؤلم وقلما حصل مثله في تاريخنا، بالشكل الذي حصل، وهو يعيد خلط الأوراق، ويطرح السؤال الكبير: لماذا لم يتم التوصل الى اتفاق بين الدولة ومكونات الشعب السوري؟! ولماذا لم تستطع الدولة احتضان شعبها؟ هذا ما أكدنا عليه دائماً بأنها مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى بأن يطمئن الناس في كنفها إلى مصيرهم، هذا واجبها، وكان الأجدر بالدول الراعية للثورة أن ترعى بناء الدولة وصياغة عقد اجتماعي بين مكوناتها".

أضاف: "المنطق اليوم غير منطق الأمس بالنسبة إلى السلاح، أولم يكن الأجدر العمل على السعي لاتفاق قبل إراقة الدماء؟ لا يجوز أن يكون الشعب في حالة عداء مع الدولة والعكس صحيح، وقد تبيّن الاحتضان العربي لها، لقد كان هناك مؤتمر استثماري قبل أكثر من يومين، وكانت المملكة العربية السعودية حاضرة بقوة".

وحول سؤال عن نصرة الدروز الإسرائيليين لأخوانهم في سوريا وبالتالي تخوين الدروز كطائفة لها تاريخها الوطني والعربي الناصع، قال أبي المنى: "السويداء أصواتها وطنية وأصوات عروبة وإسلام، وليست أصوات خيانه، فلم نسمع أصواتا تنادي بالانفصال عن سوريا، باستثناء بعض أصوات الانفعال والتحدي، وكانت مرفوضة لدى المسؤولين والكبار".

وأوضح أن "هناك لعبة أمم واضحة، وربما نصل إلى وقت ترضى فيه الأطراف بالأمر الواقع المرتبط بالدولة، ولكن نحن لسنا دولة مستقلة، كي نرتبط بأي مشروع مع دولة أخرى. لذا، فلتعط الدولة المجال والفرصة ولتثبت قدرتها، وإذا كان هناك من اتفاق سلام فالأمر يتعلق بالدول ونحن بالنتيجة نخضع للقرارات الدولية، أما أن نسعى نحن إلى اتفاقات وتطبيع فهذا الأمر مرفوض، وإن كنا نتطلع لكي يحل السلام المنشود، فهذا يحتاج إلى حوار وتفاهم. ونكرر ما قلناه سابقاً نحن لسنا ضد السلام في المنطقة، لكننا ضد الذل والخنوع".

ورداً على سؤال يتعلق بالذين هاجموا السويداء، هل هم تحت غطاء الدولة، وهل انتم نادمون على زيارة أحمد الشرع؟ قال: "لتدرس هذه الظاهرة، وكان هناك خلط كبير بين ما هم من عناصر الدولة ومن هم متطرفون وعشائر، ولكن المسؤولية تقع في النهاية على الدولة. أظن أنهم فهموا الرسالة، وبأن عليهم أن يحاسبوا من ارتكب المجازر والبشاعات بحق السويداء والأبرياء".

كما شدد أبي المنى خلال المقابلة على أن الصراع اليوم هو بين سوريا الإسلام المعتدل وبين سوريا التطرف، متسائلاً: "فماذا يختار الشرع؟ وماذا يختار الشعب السوري؟ سوريا الاعتدال والحداثة أم سوريا التطرف والإرهاب والمجازر والقتل على الهوية؟!"

واردف: "عندما نختار سوريا التطرف فكأننا نعطي لإسرائيل جواز سفر للتدخل، وهذا خطأ يجب أن يصحح"، مضيفاً: "من هنا نقول، فلنعطِ فرصة للدولة لتثبت نفسها، ولتزيل هذا التناقض بين المشهد الراقي بإطلاق الهوية البصرية وبين مشهد الدم في السويداء، وهي تحتاج أيضاً إلى إعادة النظر بمفهوم وعقيدة الدولة وبعناصرها الامنية، لا سيما الأمن الداخلي والأمن العام ".

وتابع أبي المنى: "أنا لم أقطع التواصل مع شيوخ العقل في سوريا، ولن نصمت على هذا الحصار المفروض على السويداء، ونأمل أن يبدأ بالإنفراج رويداً رويداً. ونسعى مع المنظمات الدولية والمحلية للمساعدة، وقريباً ستزورنا منسقة الأمم المتحدة في لبنان بهذا الإطار".

وأشار إلى أن "المطلوب اليوم الوحدة الداخلية في السويداء، والبطولة والشجاعة التي اعتدنا عليها من أهلنا في جبل العرب، تكون اليوم في جمع الشمل وفي وحدة الصف والموقف".

وختم شيخ العقل مقابلته بالقول: "لقد تمكنا مع وليد جنبلاط ومع مفتي الجمهورية والمفتين ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والشخصيات السنية من أن نمنع تسلل الفتنة إلى لبنان ولن نسمح لها، ولدينا طاولة حوار ومحبة ورحمة منعقدة باستمرار".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: