عقدَ اتحاد نقابات المهن الحرّة اجتماعاً بدعوةٍ من اتحاد المهندسين اللبنانيين ظهر اليوم الثلثاء 6 آب الجاري في مقرّ نقابة المهندسين ببيروت، حضره رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب فادي حنا ونائب رئيس الاتحاد نقيب المهندسين في طرابلس شوقي فتفت ونقيب المحامين في بيروت فادي المصري ونقيب المحامين في الشمال سامي الحسن، ونقيب الأطباء في الشمال محمد صافي ونقيب المحرّرين جوزف القصيفي ونقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم ونقيب أطباء الأسنان في الشمال ناظم حفار ونقيب الطوبوغرافيين المجازين في لبنان سركيس فدعوس ونقيب خبراء المحاسبة المجازين في لبنان إيلي عبود، ونائب نقيب الأطباء الدكتور محمد الحاج، فيما اعتذر عن الحضور كلٌ من: نقيب أطباء الأسنان في بيروت رونالد يونس، ونقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي.
وتم البحث في جدول الأعمال الذي تناول الوضع العام في البلاد والتنسيق بين نقابات المهن الحرة خصوصاً ما يتعلق بأموال النقابات المحجوزة خلافاً للقانون لدى المصارف اللبنانية وأمور أخرى.
وقفَ المجتمعون بدايةً دقيقة صمت على أرواح ضحايا العدوان الإسرائيلي، متمنّين وقف الحرب بأسرع وقت ممكن، وعلى أرواح شهداء المرفأ 4 آب 2020، معتبرين أنها جريمة العصر وكل يوم يمرُّ من دون كشف الفاعلين هو عملية مستمرة لقتل الضحايا، داعين الى إنهاء التحقيق وإحالة القضية الى المحاكمة.
ودان النقباء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على جنوب لبنان والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، داعين الدولة اللبنانية الى تحمّل مسؤولياتها تجاه المآسي التي يقع ضحيتها الأبرياء من المدنيين ومنهم عدد من العاملين في قطاعات المهن الحرة، مؤكدين على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة تداعيات التطورات الحاصلة في ظل الأحداث المتواصلة، والالتفاف حول الشرعية اللبنانية بكل مؤسساتها وعلى رأسها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والعسكرية، مشدّدين على أهمية العمل بروح المسؤولية الجامعة والفريق الواحد لتحقيق المصلحة الوطنية في الأمن والاستقرار في ظل الظروف الاستثنائية التي يمرُّ بها الوطن.
وأكد النقباء وضع كل إمكانيات النقابات للدفاع عن لبنان وللعمل على وضع خطة إنقاذية متكاملة للنقابات بالتنسيق مع الدولة اللبنانية خدمةً للبنانيين خصوصاً على الصعد الإغاثية والصحية، كما على صعيد إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب.
وشدّدَ المجتمعون على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الشغور في موقع الرئاسة لانتظام عمل المؤسسات، وأن يتحمّل المجلس النيابي مسؤولياته في هذا الموضوع و يسارع الى الاجتماع من أجل إنهاء الشغور في الرئاسة الأولى.
ودعا النقباء الى ضرورة مكافحة الفساد وتوطيد دولة القانون والمؤسسات، وأن يكون هذا الأمر في مقدّم أولويات الرئيس العتيد،
كما دعوا حكومة تصريف الأعمال الى القيام بمهماتها، في نطاق ما يسمح به الدستور اللبناني، الى التصدّي للقضايا الأساسية التي يعاني منها المواطنون على الصعد الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، والسعي قدر إمكاناتها الى توطيد الاستقرار ووضع حدٍّ للفوضى في جميع المجالات.
واعتبر المجتمعون أنّ وحدة نقابات المهن الحرّة اليوم قد تجنّب اللبنانيين الكثير من الوقت والجهد والمال الذي هُدِر سابقاً، داعين الجميع إلى التحلّي بالمسؤولية الوطنية والمهنيّة.
أما بشأن أموال النقابات لدى المصارف، فأطلق الاتحاد صرخةً داعياً فيها حاكم المصرف المركزي بالإنابة والحكومة واللجان النيابية إلى العمل على تحصيل حقوق النقابات و صناديق التقاعد وسائر المودعين المحرومين من دون وجه حق من حقوقهم، بعدما تخلّت الدولة عن مسؤوليتها في مواجهة أكبر كارثة مالية حلّت بالبلاد.
ومن هذا المنطلق، شدّدَ الاتحاد على استمرار التنسيق بين النقابات والعمل بشكل منهجي لتحصيل الحقوق المصادَرة.
ومتابعةً للاجتماعات الفردية للنقابات مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري، تم التوافق على عقد لقاء مشترك كاتحاد نقابات مهن الحرة مع الحاكم بالإنابة لطرح آلياتٍ تقنية للمؤازرة على إيجاد حلٍّ ومخارج للأزمة المالية والمصرفية.
واتّفق المجتمعون على تنظيم مؤتمر نقابي وطني عام تنتجُ عنه خطة عمل وطنية على كل الصعد، سواء أكانت اقتصادية أومالية أو نقدية اأوصحية وغيرها، وإنشاء لجان متخصصة لمتابعة تنفيذ هذه الاقتراحات والخطط ومتابعة تنفيذها مع المعنيين في السلطتين التنفيذية والتشريعية والمحافل الدولية.
وخلُصَ المجتمعون الى أن نقابات المهن الحرة ستعملُ جاهدةً على الاستمرار في سياسة رفع شأن المهن الحرة على المستويات العلمية والمهنية والاجتماعية والصحية، وهي لن تألو جهداً إلا وتضعه في سبيل صون حقوق المنتسبين اليها لأنهم يشكلون الحصانة والمنعة الأساسية للوطن والمحرّك الأساسي للتطوير والتحديث والعصرنة.
وقرّرَ النقباء إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة نظراً للظروف الاستثنائية التي تمرُّ بها البلاد والتي تتطلّب تأهبَ كل القوى الحيّة في المجتمع للإسهام في درء الأخطار عن الوطن وأبنائه والعمل على إنقاذ لبنان وصَونه.
