احتفال القوميّين... إستعراض مسلح وقمصان سود و"مراجل" بسواعد حزب الله!!

http://lebtalks.com/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d9%85%d9%8a%d9%91%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%b6-%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%ad-%d9%88%d9%82%d9%85%d8%b5%d8%a7%d9%86/

ككل عام يستذكر الحزب السوري القومي المنقسم الى أجنحة، عملية "الويمبي" التي نفذها احد عناصره خالد علوان في 24 ايلول 1982، فقتل ثلاثة اسرائيليّين كانوا في المقهى المذكور في شارع الحمراء، خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان، فيعيدون تلك الذكرى من خلال الاستعراضات العسكرية المسلحة بصورة خفية، لكن معالمها ظاهرة، والعناصر الملثمة واللباس الاسود، التي تشكل كل عام رسائل في مختلف الاتجاهات، ومن ضمنها القول: "نحن هنا"، في مشاهد عنترية إستوحاها من الحليف الدائم حزب الله، الذي يستنجد به القومي ويستعرض "المراجل" بسواعده.
في الامس كان شارع الحمراء الشهير برواده المفكرين والمثقفين، على مدى عقود من الزمن، مطوّقاً بأعلام الزوبعة والشعارات والهتافات المرفوضة، إقفال للشارع ومشاهد تذكّر بالحرب التي قضت على اللبنانيين.
بإختصار إحتفال إستفزازي للدويلة داخل الدولة، وإساءات لوجه بيروت الحضاري امام المجتمع الدولي، في هذه الفترة بالذات، التي تحتاج الى " تبيّيض" وجه لبنان، الذي بات بفضل هؤلاء بلداً تتحكّم به الميليشيات، في ظل غياب الدولة وسيادتها وشرعيتها، وإستباحة حزب لا يؤمن بوجودية لبنان، بل يدعو الى إقامة دولة "الأمة السورية" التي تشمل منطقة الهلال الخصيب.
مشاهد أثارت إستياء العديد من اللبنانيّين، التواقين الى الدولة القوية النافذة والفاعلة، مما يطرح اسئلة تبقى دائماً من دون ردود، اين الدولة واجهزتها مما جرى؟، ولماذا نشهد دائماً الصيف والشتاء على سطح واحد؟، وأين الاجهزة الامنية من مظاهر الاستقواء بالسلاح؟، كل ما رايناه في الامس وعلى مرأى العالم، يؤكد إستضعافها ضمن مساحات معينة، تكبر يوماً بعد يوم، ضمن مسار خطّه حزب الله ويسير عليه حلفاؤه فيستقوون به، فيما تستقوي الدولة في مناطق معيّنة من لبنان، وحيث يطالب الثوار بأدنى حقوقهم، فتكون لهم في المرصاد، من خلال فرض هيبتها الغائبة في مناطق نفود المحور السوري- الايراني.
إحياء اي ذكرى تستوجب من الدولة ضبط كل هذه الامور، وإزالة تلك المظاهر التي تؤكد كل فترة على مدى هشاشة السلطة، وعدم قدرتها على حصر السلاح بها وحدها، ما يجعلنا نستذكر أغنية لآل الرحباني تتضمّن عبارة " يللي سلاحو ظاهر ما بدو تفتيش" وهنا المضحك المبكي، فأين هي الأصوات التي تعلو وتصرخ لتدافع عن الحق بحسب ما يحلو لها؟ فيما تقوم بهذه المهمة في المكان الغلط، ووفق مصالحها فقط … فهل الامن موجود فقط في جل الديب والزوق وخلال اعتصام اهالي شهداء مرفأ بيروت ؟!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: