توقفت أوساط متابعة لمسار السياسة في المنطقة عند تصريح وزير المال السعودي محمد الجدعان في أن المملكة ستضع وديعة بقيمة خمسة مليارات دولار في البنك المركزي التركي خلال أيام وعن أن هناك تحسناً كبيراً في علاقة الرياض بأنقرة، وأن السعودية تتطلع إلى فرص استثمارية في تركيا.
ولفتت الأوساط إلى أن هذا التحرّك السعودي باتجاه تركيا سيعيد الأخيرة إلى مسار التوسّع الإقتصادي على خط: أذربيجيان، تركمانستان، أوزبكستان، طاجيكستان، كيرجيستان وصولاً إلى كازاخستان، الأمر الذي يضر بشكل أساسي بروسيا باعتبار أن هذه البلدان تقع ضمن محورها الحيوي، وبالتالي هذا الأمر سيزيد الضغط الإقتصادي على موسكو في ظل العقوبات المفروضة عليها، معتبرةً أن هكذا حراك سعودي لا يمكن أن يأتي محض صدفة وأن يقرأ من خارج المواجهة الدوليّة لروسيا بعد اجتياحها لأوكرانيا، وبالتالي يمكن أن يكون منسقاً بشكل دولي خصوصاً مع الولايات المتحدة الأميركيّة.
ولم تستبعد الأوساط أن تغيّر هذه الخطوة السعوديّة في مسار موازين القوى في المنطقة باعتبار أنه من الممكن أن يكون لموسكو رداً عليها، ومن المرجح أن يكون بشكل غير مباشر عبر حلفائها إما في أذربيجيان أو في المنطقة وخصوصاً في اليمن، الأمر الذي من الممكن أن يعيدنا إلى مشهد استهداف المملكة بالمسيرات، وبالتالي خلط الأوراق بشكل كبير في المنطقة.
