طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، تخفيف حدة خطاب شبكة الجزيرة حول الحرب في غزة، فيما يبدو أنه يقصد القناة الناطقة بالعربية، وهو ما أثار الجدل مجددا حول ازدواجية خطاب الجزيرة في نسختيها العربية والإنجليزية. وأكد موقع "أكسيوس" الأميركي أن تعليقات بلينكن تشير إلى أن الإدارة الأميركية، التي أكدت دعمها للصحافة المستقلة على مستوى العالم، تشعر بالقلق من أن تأطير الجزيرة للصراع قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.
وقد وصف مجلس العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي قناة الجزيرة، بأنها إحدى أدوات القوة الناعمة للحكومة القطرية، التي تسمح لها بالتأثير السياسي في الشرق الأوسط وحول العالم. وأوضح الموقع أن بلينكن أخبر زعماء اليهود الأميركيين الاثنين، بأنه طلب من الحكومة القطرية تغيير موقفها العلني تجاه حماس.
وذكر مصدر أن بلينكن طلب من القطريين خفض حجم تغطية الجزيرة، لأنها مليئة بالتحريض ضد إسرائيل. وقال: "يبدو أن بلينكن كان يتحدث عن شبكة الجزيرة بنسختها العربية وليس الإنكليزية".
وتعتبر ازدواجية الخطاب من أهم سمات قناة الجزيرة في نسختيها العربية والإنكليزية، وهو ما يظهر من خلال الاختلاف الجوهري بين خطاب القناة باللغة العربية، وتوجّه القناة باللغة الإنكليزية، وما ينشر في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لكل منهما.
ويلاحظ المتابعون وجود مفارقات لافتة في الخط التحريري للقناتين العربية والإنكليزية، الممولتين بالكامل من الحكومة القطرية، فالجزيرة الإنكليزية تستخدم كلمة “قتيل” في ما يخص الصراع العربي - الإسرائيلي، بينما تستخدم القناة الناطقة باللغة العربية كلمة "شهيد".
والمثال الآخر الذي يدركه المتابع للجزيرة الإنكليزية هو استخدامها مصطلح "الجدار الأمني" الذي بنته إسرائيل للسيطرة على المزيد من أراضي الفلسطينيين، بدلاً من مصطلح "جدار الفصل العنصري" المستخدم في القناة الناطقة بالعربية. أما مصطلح "قوات الاحتلال الإسرائيلي" المستخدم في العربية، فغالبا ما لا يستخدم في القناة الإنكليزية ويكون البديل "القوات الإسرائيلية".
وكثيرا ما انتقدت وسائل إعلام غربية ازدواجية خطاب الجزيرة في نسختيها، ليس فقط ما تعلق منه بالجانب السياسي، بل أيضا ما اتصل بالقضايا الاجتماعية والجندر، حيث تحدثت وسائل إعلام عما اعتبرته تناقض الجزيرة في التعاطي مع الأحداث. وفي تحقيق لها راجعت كيفية تعاملها مع قضايا المثليين في العالم، ضمن قنواتها وحساباتها، حيث تسوّق للمثليين وتدافع عن قضاياهم باللغات المختلفة، وتمنع الحديث عنها في منصاتها باللغة العربية.
