على سعر دولار منصة صيرفة رسى أخيراً الدولار الجمركي بعد زيادته إلى 45 ألف ليرة، وعلى الرغم من التحذير بأن ارتفاع الرسوم سيؤدي تلقائيّاً إلى ارتفاع الأسعار مثل المعلّبات، الخضار، الفواكه والأجبان بنحو 15% عما كانت عليه منذ شهر، إعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديث لموقع LebTalks أن رفع الدولار الجمركي خيار سيء ولكنه الأفضل بين الخيارات الأسوأ المطروحة، والناس حتماً ستنزعج من هذا القرار ، ولكن من ناحية أخرى فإن الدولة عاجزة وبحاجة لإيرادات سريعة وسط مطالبات بتحسين الأجور والخدمات، لذلك نحن اليوم في مأزق يتطلّب تنفيذ إجراءات قاسية لكنها ستصبّ في مصلحة المواطن و خدمته، ومما لا شك فيه أن الأمور لا يمكن أن تدوم على ما هي عليه ويجب إصلاح الوضع السياسي بأسرع وقت".
وأضاف حبيقة "المطلوب في هذا الوضع إيرادات سريعة، لذلك فالضرائب وحدها لا يمكنها تأمين هذا الأمر بسبب التهرّب الضريبي الكبير الموجود، وكذلك التهريب والتعديات على الأملاك البحرية وغيرها من الأمور غير القابلة للسيطرة، خصوصاً في الوضع السياسي القائم، لذا نحتاج للبدء من نقطة معيّنة والدولار الجمركي هو البداية السريعة لجمع الإيرادات".
أما عن تأثير هذا القرار على القدرة الشرائية لدى المواطن وقدرة التجار على الإستيراد، علّق حبيقة "كل شيء يؤثّر على المواطن ولكن البديل لرفع الدولار الجمركي اليوم في هذا الوضع هو عدم القيام بأي خطوة لجلب الإيرادات، وهذا البديل هو الخيار الأسوأ، وبين السيء والأسوأ يجب اختيار السيء كي تستطيع الدولة اتخاذ إجراءات ولو كانت قاسية"، مضيفاً أن "تأثير رفع الدولار الجمركي على اقتصاد المواطن سيكون سيئاً، فالحالة ستتباطأ أكثر والقدرة الشرائية ستتراجع، إلا أنه بين التأثير السلبي الكبير من جراء عدم اتخاذ أي خطوة، وبين التأثير السلبي الصغير لرفع الدولار الجمركي نختار التأثير الصغير، فلا حلول فضلى في وضعنا الحالي، كل الحلول سيئة".