وضع أحد الاعلاميين، البارزين في الوسط الاعلامي المرئي، ما ارتكبه التيار الوطني الحر أمام محطة قناة المر مساء الخميس في خانة محاولة استنساخ الدور التاريخي والمستمرّ حتّى يومنا هذا لحزب القوات اللبنانية كمُدافع صلب عن المجتمع اللبناني وتحديداً المسيحي، عبر القول بأنّه يملك القدرة على مواجهة أيّ اعتداء على الحريات والكرامات متى لزم الامر.
واستطرد الاعلامي بالقول بأنّ "التيار" أخطأ في حسابه هذا ثلاث مرّات؛ المرّة الاولى لكون "القوات" لم تفتعل أيّ حادث أمني في زمن السّلم لا بل كانت تتحرّك من منطلق ردّة الفعل الطبيعية وبشكل غير منظّم بل انطلاقاً من نخوة شبابها وحرصهم على بيوتهم ومناطقهم.
ثانياً، أخطأ "التيار" في محاولة التشبّه بـ"القوات"، لكون الاخيرة لم تدخل يوماً في صدام مع الجيش اللبناني بل لطالما كانت خلفه ملتزمةً بشعار حرصها على الشرعية، على عكس ما فعله "الوطني الحر" أمام الـMtv عبر الدخول بصدام مع الجيش وشتم قائده، ضباطه وعناصره .
كما أخطأ "التيار" مرّة ثالثة، عبر ارتكابه الفعل المُشين داخل مؤسسة إعلامية لطالما لعبت دوراً في الدفاع عن الحريات، ما أفقده القدرة على دغدغة الشعور المسيحي بالحماية لا بل جاء الامر معاكساً مع تحوّل شباب "التيار" إلى مصدر لتهديد الامن والامان المسيحيين، في حين أنّ "القوات" امتهنت الدفاع عن المؤسسات والمناطق اللبنانية دون تمييز طائفي كما حصل في الثلاثاء الاسود في ٢٣ كانون الثاني ٢٠٠٧ وكسرها الحصار الذي أبرمته اللاشرعية المسلّحة حول السرايا الحكومي في ٧ أيار ٢٠٠٨.