لم ترتسم في عطلة نهاية الأسبوع الماضي معالم تبديل إيجابي في مسار تأليف الحكومة الذي لا يزال عالقاً عند دوامة إرضاء فئة من دون التسبب باستفزاز فئة أخرى، علماً أنّ المعطيات تتّسم بصدقية عالية قفزت فوق ألغام التأليف وتوقعت ولادة حكومة الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة نواف سلام هذا الأسبوع.
وأفادت المعطيات في هذا الصدد بأنّ “ارتفاع نبرة حزب القوات اللبنانية في شكل لافت في الأيام الأخيرة شكّل تطوراً طارئاً يصعب تجاهل آثاره إذ يبدو الاعتراض القواتيّ بالغ الجدية حيال استشعار اعتماد سلام مرونة زائدة مع فريق الثنائي الشيعي في مقابل معالم تشدّد حيال مطالب محددة للقوات لن تتنازل عنها هذه المرة لكونها تتصل بما يعد تصويباً حتمياً للتوازن السياسي بكل ما يقتضيه ذلك من رفع الصوت”.
ولا تستبعد هذه المعطيات أن “تنزلق الأمور نحو احتمال ولادة قيصرية للحكومة على طريقة الأمر الواقع إذا تراءى للرئيس المكلف ووافقه الموقف رئيس الجمهورية جوزاف عون بأنّ مطالب الافرقاء ستتحوّل إلى ما يشكل خطر محاصرة الولادة المرتقبة للحكومة العتيدة في دوامة إطالة أمد التأليف مع كل محاذيره، ولكن الأمر لم يبلغ بعد هذا السقف وستكون الساعات والأيام القليلة المقبلة محكاً أساسياً للاتجاهات الحاسمة التي سيسلكها مسار التأليف”.
وتداولت مصادر سياسية متابعة أسماء عديدة طرحت في مجريات التأليف من منطلق السعي إلى تشكيلة تجمع أسماء نخب واختصاصيّين ولا تكون بعيدة عن التمثيل السياسي غير الحزبي. ومن الاسماء التي تتردد: عن الحصة الشيعية ياسين جابر للمال وصلاح عسيران للصناعة وتمارا الزين أو علاء حميّة للبيئة، وطلال عتريسي لوزارة العمل، علي رباح للصحة، ويتردد أنّ سلام رشح أحد الطبيبين من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لتولّي الصحة محمد حيدر وحازم عاصي. كما طرحت أسماء جو صدي للطاقة وكمال شحادة للاتصالات والوزير السابق طارق متري لنيابة رئاسة مجلس الوزراء والوزير السابق غسان سلامة للثقافة، وفايز رسامني للأشغال العامة والنقل، ونزار الهاني للزراعة، والعميد المتقاعد أحمد الحجار للداخلية، وعامر البساط للاقتصاد، وحنين السيد للشؤون الاجتماعية وريما كرامي للتربية، كما طرح اسما عمر درغوس وابراهيم الحسيني المتخصصان في مجالات الطاقة. ولا تزال حقائب سيادية مثل الخارجية عرضة للتجاذبات.