الأب عبدو أبو كسم ل lebtalks: هواجس مسيحي لبنان والشرق بين يدي البابا فرنسيس وزيارته الى لبنان رهن بوجود دولة مكتملة العناصر

الأب عبدو أبو كسم: هواجس مسيحي لبنان والشرق بين يدي البابا فرنسيس وزيارته الى لبنان رهن بوجود دولة مكتملة العناصر

يصف رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم لقاء الأول تموز بالمفصلي، فهو سيضم رؤساء الكنائس المسيحية، وليس فقط الكنائس الكاثوليكية في لبنان وفي الشرق، وهذا يؤشر الى اهتمام فاتيكاني خاص ومميز بمتابعة موضوع المسيحيين في الشرق الأوسط وفي لبنان، فنقطة الإرتكاز للوجود الميسيحي اليوم في الشرق الأوسط تتمحور إنطلاقاً من لبنان نحو الشرق الأوسط، وبالتالي هذا الأمر يدفعنا الى الإعتبار بأن قضية المسيحيين في لبنان والشرق هي موضع اهتمام من رأس الكنيسة الكاثوليكية قداسة البابا فرنسيس، في هذا الإطار، نستذكر كتاب الإرشاد الرسولي الذي هو رجاء جديد للبنان والذي صدر عام ١٩٩٧ على اثر عقد سينودوس خاص بلبنان رأسه يومها البابا القديس يوحنا بولس الثاني مع الكنيسة بأكملها وأصدر في أعقابه الكتاب الذي يتحدث فيه عن أهمية لبنان كبلد له رسالة.
“من هنا، يتابع أبو كسم فإن الإهتمام بالقضية اللبنانية والحرب اللبنانية التي وقعت منذ اندلاعها الى ما بعد انتهائها، وصولاً الى اليوم لبنان لم يُترك، وما يحدث راهناً هو أن هناك إستشعاراً، كي لا أقول خوفاً، بأن الكيان المسيحي في لبنان و في الشرق أيضاً مهدد، وأستذكر أيضا كتاب الإرشاد الرسولي الذي وضعه قداسة البابا بينيدكتوس السادس عشر للشرق الأوسط سنة ٢٠١٢ والذي تحدث فيه عن أهمية وجود المسيحيين في هذا الشرق في إطار الشراكة مع الآخرين والشهادة لهم، وبالتالي فإن القضية المسيحية، كما ذكرت، هي في يد الكنيسة.
وتابع: فعندما استشعر المسيحيون هذا القلق أبلغوه إلى رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم ملمحين عن خوف على الكيان، و عندما ذهب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الفاتيكان حاملاً معه مذكرة قدمها الى قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس خلال اجتماع دام قرابة الساعة ونصف الساعة جرى خلاله البحث في قضية المسيحيين في لبنان والشرق الأوسط.
اليوم يريد قداسة البابا أن يستمع في اللقاء المقبل إلى هواجس رؤساء الكنائس المسيحية بفروعها وطوائفها كافة، وبالتالي هذا يعني أن قضية لبنان والشرق عادت لتكون بين يدي الكرسي الرسولي، لهذا السبب سمعنا قداسة البابا في عيد الميلاد يوجّه رسالة خاصة للمسيحيين في لبنان، بحيث تحدث عن ضرورة حماية لبنان كبلد رسالة للمحافظة على العيش معاً فيه، كما ألقى كلمة أمام السفراء المعتمدين لدى الكرسي الرسولي تحدّث فيها عن الحفاظ على الكيان اللبناني وعلى ضرورة إنقاذ لبنان، ومؤخراً ردّ على رسالة المعايدة بعيد الفصح التي وجهها اليه رئيس الجمهورية ميشال عون فتحدّث فيها عن ضرورة ديمومة هذا البلد وعدم التفريط به، أما اليوم وفي اللقاء المقبل في تموز، سيستمع إلى هموم ومشاكل وهواجس رؤساء الكنائس المسيحية وشعوبها، على أن يُخصص القسم الثاني من الإجتماع،الذي سيتضمن صلاة مع الجماعات المسيحية على إختلاف طوائفها في بازيليك القديس بطرس في روما، لدراسة أوضاع الكنيسة أوضاع وللصلاة،
وبطبيعة الحال عند الإستماع إلى كلمات رؤساء الكنائس ستتضمن وجهة نظر كل رئيس منهم ودراسة للوضع القائم.
ويضيف أبو كسم:”ما يتحدّث به البطريرك الراعي في عظاته هو ما سيحمله معه في كلمته خلال اللقاء بما فيه موضوع الحياد”، مؤكداً أن ما صدر في ختام مجمع المطارنة الموارنة بالشأن الوطني هو الذي سيكون “زبدة” كلام سيدنا البطريرك، معتبراً

أنه سيكون لهذا اللقاء بعد كنسي وروحي، فالكنائس المسيحية في العالم هم حلقة واحدة متضامنة مع بعضها البعض،نافياً علمه بعقد اجتماع مع السياسيين، فحتّى الآن القرار في هذا الشأن لدى قداسة البابا، ولكن من المؤكد أن لا إستبعاد ولا عقاب للسياسيين، إنما الهدف من اللقاء هو الإستماع إلى وجهات نظر رؤساء الكنائس وهواجسهم،
فالحديث مع الفاتيكان سيكون أكبر من الخلافات السياسية والحكومية وغيرها، فهو سيتناول مواضيع ملحّة منها الإنهيار المالي والإقتصادي في لبنان. ولفت أبو كسم الى أن الإرشاد الرسولي هو أكبر دليل على إهتمام الفاتيكان بلبنان كبلد وليس كطائفة مسيحية، فهو يحضن شعبه المسيحي بيد، ويمد اليد الأخرى الى باقي الأطراف لتبقى الشراكة والرسالة قائمتين.

وعن الخطوة التالية قال أبو كسم إن قداسة البابا هو من سيقرر ماهيتها، فإما أن تكون صوب الشرق الأوسط وإما بإتجاه العالم، ومن المؤكد أن البابا سيحمل قضية لبنان إلى المجتمع الدولي.
وأشار أبو كسم الى أن زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان لن تحدث قبل عام من اليوم، إذ أن التحضيرات السابقة لزيارة الباباوات كانت تأخذ نحو سنة، ونحن لم نتبلّغ حتى اليوم عن زيارة مرتقبة، على الرغم من أنه أبدى رغبته بزيارة لبنان، وفي هذا السياق أي موصوع الزيارة، أعتقد أنه من الضروري،بحسب إعتقادي، أن يكون هناك دولة متكاملة العناصر، فنحن اليوم في بلد ينهار، فهل سيأتي قداسة البابا لتكريس هذا الواقع أم أن زيارته يجب تكون لمباركة واقع جديد؟ هذا هو السؤال الذي يمكن أن يطرح، البابا هو مَن يقرر متى يجب أن يزور لبنان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: