أكد رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الأحدب في حديث لموقع LebTalksأن تهريب للفيول يتم من طرابلس تجاه الأراضي السورية مشيراً الى أن الدولة اللبنانية تعرف تمام المعرفة كل المواقع التي يتم من خلالها ما يسمى بالتهريب وتحدث عن ” أذونات جمركية “على بياض” وهذا ما كشفه الجيش اللبناني، إضافة إلى موافقة من وزارة الطاقة، وعندما يطلب من الجيش أن يواكب “السيتيرنات” أثناء تهريبها ، فإن هذا كله يعني أن هناك عملية تنسيق تام بين القوى الموجودة على الحدود”، مضيفا “حين كان سعر التنكة ٣$ في لبنان كانت في سوريا ١٦$ وهذا الفارق يقسم بين النظام السورى وحزب الله
وطالما أن الدعم سيصبح على ال٨,٠٠٠ ل.ل وهي فعليا تباع على ١٩,٠٠٠ ل.ل بالتالي سيستمر التهريب.”ل
وبما خص تورط قوى طرابلسية بعمليات التهريب، أوضح الأحدب “إن عملية توزيع المحروقات على المناطق تعتمد على القوى الموجودة في هذه المناطق وحسب مدى قرب الموزعين من تلك القوى، ما يعني أن تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي متورطين بالتهريب ، فغالبية القوى السياسية متورطة بالتهريب نظراً لما لهذا الملف من استفادة مادية للقوى السياسية”، معتبرا أن ذلك التورط يشبه ما يعمد الى فعله عدد من أصحاب مولدات الكهرباء بأن “الذين يقولون انهم لا يملكون المازوت لتشغيل المولدات بينما هم يبيعون المازوت على سعر السوق السوداء ما يجعلهم يربحون أموالا أكثر”،.
وبالتالي من المؤسف أن “الناس أيضا اضطرت ان تمشي مع هذه الموجة لتأمين قوتها اليوميّ كبديل عن تقصير الدولة بحق المواطنين”.
وعن سؤاله عن البواخر الإيرانية قال الأحدب أن “الشهر القادم سيشهد وصول العديد من البواخر اذ ان أغلب الدول سترسل مساعدات، إنما المشكل اننا لا نملك دولة مركزية تتلقى هذه المساعدات، وأنه عندما قرر السيد حسن نصرالله استقدام البواخر لم يطلب موافقة الحكومة اللبنانية ولا وزارة الطاقة، والمشكلة ان من يستطيع أن يأتي بالمحروقات الى لبنان يستطيع أيضا أن يأتي بها الى بانياس-سوريا، ولكن ما يحصل هو أنهم يهربون النفط اللبناني بأسعار مدعومة ما يعني أنهم ايضا يأخذون الأموال الموجودة في مصرف لبنان” ، مضيفاً ومخاطبا السيد حسن “لا يمكنك أن تفرّغ صندوق المصرف المركزي والذي هو من ودائع اللبنانيين، من خلال كل هذا الدعم وتقوم بتهريب المواد، وتأتي بعدها “تربحني جميلة” انك تستقدم بواخر لمساعدة لبنان”.
اما بما يخص السياسة الداخلية إعتبر أن “الإنقسام اللبناني اليوم ليس طائفيا كما يصر البعض على اعتباره، الانقسام في لبنان بين وجهتي نظر، الأولى عن لبنان التعددي النمو الاقتصادي والسياحة، ووجهة النظر الثانية هي لبنان الممانع المقاوم ولدى كلا الفريقين يوجد ناس من مختلف الطوائف، وبالتالي الحديث في هذه الحالة عن فيدرالية هو حديث طويل يتطلب اتفاقا على سياسة خارجية وسياسة دفاع وهذه هي مشكلتنا مع حزب الله والفريق الذي يعتبر نفسه ممانعاً، في حين أننا نعتبر ان لبنان لا يمكن له العيش إلا اذا كان محايدا وبعيداً عن المواجهات الإقليمية”، مضيفا بما يخص الاستحقاقات القادمة “طالما أن القوى السياسية في لبنان متفقة من تحت الطاولة على وضع اليد على مقدرات الدولة اللبنانية، للأسف فأن الاستحقاقات القادمة ستكون على نفس الصيغة وستعود الانقسامات في الشارع والناس ستقتل بعضها، بينما من يقويّ الشعب على بعضه ، متفقون على تقاسم الحصص في الدولة، فلا نزال منذ سنة ونصف ننتظر أي خطوة بإتجاه الخروج من هذا الانهيار، ولا خطة حتى الٱن وضعت من قبل المعنيين، بل ولا يزالون يختلفون على وزارة من هنا وحصة من هناك وعندما تتم المحاصصات نرى ان الحكومة تشكّلت فجأة، والمؤسف حقا أن هذا كان يتم بين سياسيين فاسدين بينما اليوم يتم بغطاء دولي لا سيما فرنسا التي تطالب بتشكيل حكومة بأي طريقة ممكنة والسياسيون لدينا “ما بيستحوا” “.
وعن تشكيل الحكومة القادمة قال :طالما الحكومة ستأتي لتعطي قرارا يطلب من الجيش ان يغطي المهربين على سوريا فهي حكومة “بلا عازة”، ولكن مع الأسف هذه الحكومة ستُدعم من المجتمع الدولي بمليار ونصف لتهدئة أوضاع المجتمع الدولي وليس لبنان، وكأنهم يريدون ابقاء هذه السلطة وانهيار لبنان كما وان هناك سيناريو يخطط للمستقبل يفسر “إنفصام” المجتمع الدولي بقراراته تجاه لبنان التي تهدد بالعقوبات من جهة ومن جهة أخرى تقول انها مجبورة على التواصل مع هذه الطبقة السياسية باعتبارها هي السلطة الشرعية المنتخبة من الشعب،
لذا المطلوب من اللبنانيين أن يكونوا واعيين تجاه ما يحصل وان يعلموا أنه حتى وان لم نستطع الوقوف في وجه السياسات الكبرى ولكننا قادرين على المطالبة محلياً بالصيغة التي نستطيع ان نعيش بها كلبنانيين”
وقد ختم الأحدب حديثه “ما يثير المخاوف اليوم هو أن تتفق عواصم القرار العالمية على تسليم لبنان لإيران، فإن الشعب متروك وهذا ما يدفعه للهجرة وهذا أيضا ما يمكنه ان يؤدي الى ان يجعل لبنان “فالتاً” ما يجعل القوى التي تمتلك السلاح هي التي تسيطر على البلد، ولهذا من المؤكد أننا لن نستطيع الوقوف بوجه القرارات والتقاسمات الاقليمية، ولكن يجب علينا أن نبقى في لبنان”.