الأسد يحبط نهاية فيلم عون الهتشكوكي

_123977309_gettyimages-509762402 (1)

من لا يعرف ألفريد جوزيف هتشكوك، الذي كان رائداً في التشويق والإثارة النفسية في أفلامه والتي أتت نهاية العديد منها مثيرة للجدل وبأحداث مشوقة، وميزته أنه كان يستخدم الكثير من الغموض كخدع بصرية أو ما يسمى بـ”MacGuffins” لكي تخدم موضوع الفيلم والحالة النفسية للشخصيات فيه.

ومن يعرف ميشال عون، وتابع مساره السياسي منذ تعيينه قائداً للجيش، يدرك أنه أفضل من تمكن من اعادة انتاج فيلم “هتشكوكي” في التاريخ، حيث آثر أن يكون هو الشخصيّة الأساسيّة في هذا الفيلم الذي استخدم فيه الكثير من الغموض والخدع البصريّة، كعلى سبيل المثال لا الحصر: “حرب التحرير” لإخفاء حقيقة ما كان يجري يومها بينه وبين نظام الأسد في سوريا، و”العمل على القرار 1559″ لإخفاء التواصل الذي كان يتم بينه وبين أقطاب ما عاد وعرف بـ”8 آذار” في لبنان. وإن أردنا تعداد جميع الخدع البصريّة سننتهي بكتابة كتاب كامل، وكان قد وضع هذا الجهد سابقاً الأستاذ إيلي محفوض بكتابه “خديعة العصر”.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن فيلم عون “Saga Trilogie” أي أنه من ثلاثة أجزاء: الجزء الأول تحت عنوان “قبطان السفينة”، الجزء الثاني بعنوان “المنفى” والثالث بعنوان “البطل الذي لا يموت”.عون يريد للجزء الثالث والأخير من فيلمه الهتشكوكي نهاية مثيرة للجدل ومشوّقة تخدم موضوع الفيلم والحالة النفسية (mégalomane) للشخصية الأساسيّة فيه، أي هو نفسه، فأتاه مشهد الترسيم البحري الذي حاول استخدامه لهذا الغرض إلا أنه لم يوفّق بحكم الوقائع الملموسة لدى الجميع والتي تشير بأن لا علاقة له بإنجاز هذا الإتفاق وإنما الفضل يعود للولايات المتحدة الأميركيّة والدول الأوروبيّة.بعد فشل استخدام الترسيم البحري كخاتمة مشوّقة، حاول عون أن يكون ملف ترسيم الحدود مع سوريا هو هذه الخاتمة المشوّقة، التي سيستخدم فرقة الطبل والزمر التابعة له من أصحاب السعادة والمعالي لتحدث الصخب اللازم الكفيل بالتغطية على أنين الشعب الذي أوصله هو إلى الجوع والعوز والقهر والذل والموت، أثناء خروجه من القصر الجمهوريّ وصولاً إلى الرابية.وبذلك يكون مشهد التهليل له أثناء خروجه كنهاية مثيرة لفيلم “البطل الذي لا يموت”، بعد أن كان مرّ هذا “البطل” بنكسة صغيرة قبل النهاية حيث اجتمع أكثر من ثلثي الشعب اللبناني في الطرقات وجمعهم أمر واحد أحد شتمه والدوس على صوره.

إلا أنه كان لبشار الأسد حسابات أخرى، وأراد للجزء الأخير نهاية مشابهة بالجزء الأول، فرفض استقبال الوفد اللبناني وأحبط مسعى عون للخدعة البصريّة التي أرادها خاتمة لجزئه الأخير، وبذلك يكون الأسد الإبن يجبر “البطل” في الجزء الثالث من الفيلم “البطل الذي لا يموت” على الخروج من القصر على ما هو عليه صاغراً ذليلاً بالمضمون والشكل، بعد أن كان قد أخرجه والده من القصر عينه في الجزء الأول “قبطان السفينة” هارباً جباناً.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: