الأغاني "الشببلكية" تحريض على العنف والقتل.. والضحية دائماً المرأة !

IMG-20220810-WA0001

مع الانتشار الكبير للأغاني العربية المشجعة على العنف والقتل، خصوصا ضد النساء تحت شعار "الحب والغيرة"، يبرز العديد من الحملات المناهضة لهذه الثقافة، التي تتملّك في الآونة الأخيرة عقول الشباب، وقد ذهب ضحيتها الكثيرات. "عشان تبقي تقولي لا"، "أنا سي السيّد"، "ما عنا بنات تتوظف بشهادتها"، "i will kill you my baby"، وغيرها الكثير من الأغاني المُحَرِّضة على النساء والفتيات، متضمّنة الإصرار على المطاردة، تكريس الذكورة، تهديد بالقتل، تجاهل رفض الفتيات، والتي بالتالي تزرع في عقل المستمع كتلة من مشاعر السّمة، التي بإمكانها في أي لحظة إشعال حالة الغضب لدى الذكور، وتفريغها في قتل أو ضرب أو تعذيب النساء والفتيات.

آخر هذه الضحايا كانت جريمة قتل الطالبة المصرية نيرة أشرف، التي قضت على يد خطيبها السابق طعناً بالسكين، لأنها رفضت العودة إليه، لحقتها طالبتان آخرهما الطالبة المصرية سلمى م .ب، التي قضت ب ١٥ طعنة بأنحاء متفرقة من جسدها على يد شاب أيضا. كل هذه الجرائم وغيرها توصلنا لتساؤلات عدة، منها كيف يمكننا ردع تأثير هذه "الثقافة" التي نتلقاها عمدا؟ وأين هو الدور الرقابي على مثل هذه الأغاني؟للإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها، كان لموقع LebTalks حديث مع مديرة المعهد العربي للمرأة في الجامعة اللبنانية – الأميركية، السيدة ميريام صفير، التي أشارت إلى الإنتشار الكبير لهذا النوع من الأغاني، في عدد كبير من الدول ليس فقط في بيئتنا العربية، معتبرة أن ثقافة القتل والتهديد والتعرّض للنساء ليست مقتصرة على شعوب محدّدة، بل هي منتشرة مع تواصل انتهاكات حقوق الإنسان، ومن المؤكد أن كلمات هذه الأغاني هو انعكاس لطريقة تفكير المجتمعات، وتحويلهم لقضايا القتل والعنف ضد النساء، إلى أحداث عادية بدون أي أهمية ولا اعتبار، مضيفة: " أن انتشار فيروس كورونا في السنوات الماضية، واضطرار العالم الى البقاء طويلًا في المنازل، ادى الى ارتفاع نسبة العنف ضد النساء ، خلال هذه الفترة تحديداَ ، من جرائم قتل أو تحرّش أو تعنيف بحق النساء والفتيات".

وعن حال الرقابة تقول صفير: " للأسف الرقابة باتت أيضًا مزدوجة، فهي موجودة على أفلام تتضمّن دعماً لمجتمع الميم عين LGBTQ، بحيث يمكننا بسهولة منع هكذا أفلام، ولكن الأغاني والثقافات التي تدعو الى العنف والقتل والدونية بحق النساء، نرى أن الرقابة غائبة عنها". وحول إمكانية حماية المجتمع من هذه الثقافة السامة والخطيرة على النساء والمجتمع، إعتبرت انّ ذكورية المجتمع طاغية بشكل كبير، والدليل هو البرامج السياسية على شاشات التلفزة، التي تستفيض بالحديث الذكوري غير آبهة بأي روادع في ظل غيابها، مما يؤكد لنا أن كل هذه الأغاني تعكس واقعاً نمّر به خصوصًا اليوم، مع تفاقم الأزمات الإقتصادية والمعيشية، بدءاً بخطاب الكراهية على مواقع التواصل الإجتماعي وعلى أرض الواقع، مروراً بالعنف ضد المرأة والفئات المهمّشة في المجتمع، وصولاً إلى الحملات التي تقام ضد أي فتاة، تحاول إثبات وجودها في المجتمعات العربية بشكل عام، أو أي فتاة لا تعمل أو تفكر وفق المعتقدات والأنماط السائدة في المجتمع، فتتعرض إلى شتى أنواع العقوبات والتي قد تصل أحيانًا إلى قتلهنّ، من دون أي روادع ولا قوانين ولا دول توقف كل هذه الإرتكابات.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: