يجزم الإعلامي أحمد الأيوبي، أن "حزب الله" يسعى إلى "تجنّب الحرب مع إسرائيل بعد نموذج غزة"، معتبراً أنه "يتخوف من الأثمان التي قد تدفعها بيئته". ويكشف الأيوبي، أن الحزب يحاول "إعادة إنتاج سرايا المقاومة عبر إدخال الشباب السنّي إليها وتبرير بقاء سلاحه، لكن المجتمع السنّي يرفض دعوات الإنخراط والتطوع خصوصاً وأن طابع العمليات إستعراضي". موقع LebTalks التقى الإعلامي الأيوبي وكان الحوار الآتي:
*بعد إعلان "حزب الله" التعبئة العسكرية العامة في المناطق اللبنانية كافة بحسب ما تشير المعلومات الصحافية، هل تتخوفون من توسيع نطاق القصف الإسرائيلي على لبنان ليتحول إلى حرب شاملة كما حصل في العام 2006؟
-يحاول "حزب الله" تظهير أقصى درجات قوته في محاولة منه لمنع الوصول إلى المواجهة المباشرة مع الإحتلال الإسرائيلي، وهو يسعى لتجنّب الإنزلاق إلى الحرب المفتوحة، لأسبابٍ كثيرة، منها الأثمان التي يمكن أن يدفعها الحزب ثم بيئته الحاضنة ،وما يمكن أن يدفعه لبنان كدولة وشعب جراء فتح الجبهة الجنوبية.
إن احتمال توسّع الحرب قائم، لكنه يبقى آخر خيارات الحزب لأنّ الأثمان ستكون أكبر من أن يتحمّلها ونموذج غزة واضح للعيان.
- لماذا يسعى الحزب إلى الحصول على غطاء سنّي، وهو يعمل جاهداً على حشد أكبر عدد من التنظيمات المسلّحة تحت لواء مقاومة العدو والنصرة لغزة، كيف تقرأون هذا الأمر؟
-يريد "حزب الله" من خلال دعوته الفصائل السنية للمشاركة تحقيق أهداف عدة، أهمها:
1 توريط أكبر عدد ممكن من اللبنانيين معه في المواجهة للإدعاء بأنّه ليس وحده في هذا التوجه، وليخلص إلى تبرير استمرارية سلاحه إلى أبد الآبدين.
2 يسعى الحزب إلى تبييض صفحته في أوساط اللبنانيين السنّة ولدى الرأي العام العربي والسنّي بالإدعاء أنّ له شركاء سنّة في "المقاومة"، خصوصاً لدى جمهور الإخوان المسلمين في العالم العربي، من خلال مشاركة "الجماعة الإسلامية" في الأعمال القتالية الدائرة في الجنوب حالياً.
3 يريد الحزب أيضاً إعادة إنتاج ما يسمّى سرايا المقاومة ذات السمعة السيئة، من خلال تصويرها على أنّها جزء فعلي من العمل المقاوم، وليست شراذم من زعران الشوارع الذين يخترق الحزب من خلالهم المناطق السنّية خصوصاً، وسيسعى في المرحلة المقبلة إلى تسويقها على أنّها جسم محترم، وقد قدّم شهداء ليتيح لها المزيد من مساحات الإختراق في المجتمع السني.
ولا بدّ من التفريق هنا بين مشاركة "الجماعة الإسلامية" التي تمتلك هامشاً سياسياً معقولاً، لكنها ملزمة بالتنسيق الميداني نظراً للسيطرة العامة للحزب في الجنوب، وبين ما يسمّى سرايا المقاومة، فهذه عبارة عن مجموعات ملحقة مباشرة بالحزب. - هل سيوافق المجتمع السنّي على الإنخراط في ما يسعى إليه الحزب، لا سيّما في ظل غياب لافت للقيادات السياسية السنّية؟
-من المؤسف أن تغيب القيادات السنّية إجمالاً عن مواجهة هذا الإختراق، لكنّ الحقيقة هي أنّ المجتمع السنّي رافض رفضاً قاطعاً لكل الدعوات التي أطلقها الحزب للتطوع في سرايا المقاومة، وخصوصاً في بيروت، وكلّ ما يفعله الحزب الآن، هو إعادة إنتاج من ينتمي إليه من عناصر وتقديمهم بغطاء العمل المقاوم، لكنّ من شارك وعاد في حفلات الحراسة الحدودية يؤكدون أنّ هذه الفئة من السرايا تتحرّك في إطار استعراضي غير فعّال، وإذا شارك بعضها فهو معرّض للإستهداف السهل لأنّه غير مدرّب بالشكل المطلوب