الإتفاق النووي شبه محسوم … وهذا تأثيره على لبنان

إيران-وأمريكا-أعداء-اليوم-حلفاء-الغد-

مع بدء إتضاح معالم الإتفاق النووي بين إيران وأميركا، إعتبر مصدر دبلوماسي غربي في حديث لموقع LebTalks أن تسليم ‎طهران وثائق لوكالة الطاقة الدولية حول موقع نووي سرّي، هي خطوة في سياق المفاوضات التي تتم، إذ أن تفتيش المواقع النووي السرية هي ورقة من الأوراق التي إحتفظت بها طهران حتى مرحلة معيّنة، لكي تتمكن من “بيع” أميركا تنازلات معيّنة، مضيفا أن قبول واشنطن بسحب العلاقات الروسية – الايرانية من العقوبات، هي واحدة من التنازلات التي تقوم بها واشنطن في خضم المفاوضات “لأنها حتما تريد إنجاح هذا الاتفاق وخاصة إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، ما يعني أن هذا الإتفاق سيكون أسوأ من ذلك الذي تم في العام 2015 لأسباب متعددة، أهمها تفكيك العقوبات من دون أن تتوقف إيران عن دعم الإرهاب في المنطقة، بل بالعكس ستقوى أكثر ويكبر تهديدها ، مع رفع طهران مستوى الشروط التفاوضية والتي يبدو أن واشنطن لا مشكلة لديها في تنفيذ هذه الشروط، ومن أبرزها رفع الحرس الثوري الإيراني والتنظيمات الموالية لإيران من ضمنها حزب الله والحوثيين عن لوائح الإرهاب”. وعن التنازلات لواشنطن الكبيرة يقول المصدر: ” أن تجاوز واشنطن مسألتيّ البرنامج الصاروخي الإيراني ونشاطها الإقليمي، كما وتجاهلها أو موقفها البارد للقصف الإيراني لموقع إسرائيلي في أربيل، كذلك عندما طالبت موسكو بضمانات من واشنطن بعدم تأثر مصالحها في الاتفاق النووي مع إيران، بالعقوبات المفروضة على روسيا نتيجة الحرب مع أوكرانيا، نرى أن واشنطن حافظت على الدور الروسي الوسيط في المفاوضات وأعطت ضمانات بخلفية، أن لا صلة للحرب مع أوكرانيا بمجرى المفاوضات والوساطة الروسية في الاتفاق، وهنا يمكننا أن نرى بوضوح أن أميركا الشرسة في موقفها ضد روسيا، وفي حربها مع أوكرانيا هي نفسها الديمقراطية مع روسيا ضمن المفاوضات النووية،لا لشيء إلا لحاجة واشنطن لروسيا في هذه المفاوضات”.

وفي سياق متّصل يعلّق المصدر المذكور على قول رئيس الاستخبارات العسكرية للإحتلال الاسرائيلي “بأن الاتفاق أفضل من عدمه رغم أنها وضعت خطة -ب- عسكرية”، معتبرا أن هناك تقاطعاً إسرائيلياً – عربياً واضحاً بمقاربة مشروع إيران وتهديدها للمنطقة، ومن منطلق إستخدام كافة الأوراق خصوصا العربية والخليجية للحؤول دون وجود تهديد إيراني عليها، يلعب الإحتلال هذا الدور مستغلا القلق العربي من تهديدات وممارسات إيران في المنطقة، ومن ضمن المخاوف تلك فإن توقيع الإتفاق لا يلزم إيران بشيء، بل على العكس يزيدها قوّة مقابل التساهل الأميركي وتنفيذها لكافة الشروط الإيرانية، ومن أهم التوجسّات تلك هو عدم ضمان ألا تعيد إيران البدء بعمليات التخصيب، وعدم وقف تسلّح الإيرانيين وإستغلال رفع العقوبات، لكي تقوى أكثر وأكثر عسكريا في مقابل تخل أميركي عن الشرق الأوسط، وهذا ما سيخلق الفوضى السياسية في المنطقة، وما يمكنه أن يفسّر العودة الخليجية إلى لبنان وسوريا، وذلك قد يكون في محاولات لقطع الطريق وإستدراك الموقف العربي، قبل عودة إيران للتحكم في المنطقة بتلك القوة التي ستكسبها بعد إتمام الإتفاق، الذي قد يحصل في أي وقت، من باب تحصين البيت العربي الداخلي، وبالتالي فإن الأوراق التي يستخدمها الإحتلال الإسرائيلي، تتمثّل بإستخدامها للجمهوريين في أميركا، لحثّهم على رفض إتمام هذا الإتفاق، وهذا ما يجري اليوم من خلال التخطيط “الجمهوري” لتقديم عريضة تهدف إلى فرض قرار لرفض خطة إدارة الرئيس بايدن حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني، إلا أن ما يتبيّن أنه بإمكان الرئيس بايدن تمرير الاتفاق النووي، من دون موافقة الكونغرس عليه أو حتى بتجاوز رفض الكونغرس للأتفاق، وهذا أيضا سببه أن واشطن الديمقراطية اليوم تفضّل دعم إيران على القوة الروسيا وهذا ما تحاول فعله لسحب “البساط” الإيراني من روسيا، وما يُعتَبَر اليوم الهاجس العربي- الإسرائيلي الأكبر، الذي يحاولون في القمم المنعقدة الاتفاق عليه للضغط، أقلها على أن يكون هناك ضمانات من إيران وشروط جدّيّة عليها، من أجل لجم قوّتها وتطورها العسكري.

أما عن لبنان، فيتضح بعد كل هذا الشرح، أن التخبّط الكبير الحاصل إقليميا لا بد من أنه سيؤثّر على لبنام بشكلٍ خاص، لوجود فرع من فروع إيران متحكّمة بمفاصله، فيعتبر المصدر عينه أن “خلط الأوراق على محورين هما أوكرانيا وفيينا، لا بد أنه سينعكس بطريقة قوية على لبنان، إذ أن فوز إيران ونجاحها بتحرير أموالها وإزالة حزب الله عن قائمة الإرهاب، سيكون جرعة أوكسيجين إضافية تُعطى لحزب الله في لبنان ليزيد تحكما وتأثيرا، إضافة إلى ذلك فإن لبنان بات ساحة مكشوفة لأي صراع إقليمي ودولي، وهذا ما يمكنه أن يفتح مجالأ لروسيا لعرقلة بعض الأمور في المنطقة، خصوصا إذا ما شعرت بالخطر من التطورات الإقليمية، والأهم من ذلك هو أن التحرك العربي الذي ذكرناه أعلاه، قد يكون نقطة في حساب إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة، خصوصا قبل إتمام الاتفاق النووي، وبالتالي فإن الإنتخابات النيابية المقبلة أيضا قد تشكّل تحوّلا كبيرا في الواقع اللبناني، إذا ما خسر حزب الله أكثريته ما يُبعِد لبنان عن السيطرة الإيرانية المحكمة على البلد بفائض قوّتها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: