أصبح من المعلوم أن التوتر الداخلي اللبناني بأغلبه متعلّق بالمفاوضات الإقليمية والدولية، وخاصة عندما يتعلّق الأمر بمواقف حزب الله على لسان أمينه العام. وفي هذا الاطاريؤكد المحلل والكاتب السياسي جورج ابو صعب في حديث لموقع LebTalks أن التصعيد الذي سمعناه أمس من أمين عام الحزب ليس إلا إستياءً إيرانياً من دور المملكة العربية السعودية، في ما خصّ مفاوضات فيينا، وهي رسالة تصعيدية في وجه الرياض، التي تقود المواجهة من الملف النووي الى التضامن الخليجي، ورصّ الصفوف، الى طرح اشكالية الميليشيات والمسيرات من باب اليمن، حيث تتدهور أوضاع الحوثيين، إيذاناً ببدء تغير قواعد اللعبة والتوازنات، خصوصا بعد زيارات وليّ العهد لدول الخليج وقمة الرياض الأخيرة، مضيفاً:" إنّ إشتداد حدّة مفاوضات فيينا ودقتها في هذه الفترة، دفعت بالأمين العام الى إتباع هذه اللغة، من جهة لشدّ العصب الداخلي قبل الانتخابات النيابية المقبلة، ومن جهة أخرى لمحاولة تحسين وضع إيران التفاوضي في الخارج، إذ بدأت بوادر فتح ملف ميليشيات ايران في المنطقة والدول العربية بالظهور، ودور المسيّرات المفخخة وهجمات الدرونز حيث بدأ العد العكسي لانتهاء دورها".
وعن وصف الأمين العام لحزب الله المملكة العربية السعودية "بالارهابية"، يرد ابو صعب بالقول " الارهابي مَن يصف قتلة الرئيس رفيق الحريري بالقديسين، ومَن يغزو بيروت في ٧ ايار، والطيونة وعين الرمانة في تشرين الماضي… والارهابي هو الذي يفجّر مرفأ بيروت ويمنع المحقق من كشف الحقيقة"، مضيفاً في الإطار ذاته " ليس مَن يستقبل اللبنانيين ويفتح لهم آفاق بناء مستقبل كريم هو الارهابي، بل مَن يهجّر اللبنانيين من بلدهم الغارق في الأزمات، والمُحاصر بالويلات بسبب سياساته المتغطرسة والمعادية للعالم العربي".
