في جهد مشترك لمكافحة التضليل الإعلامي وخطاب الكراهية في لبنان، أطلقت وزارة الإعلام في لبنان، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والمنظمة الدولية للفرنكوفونية (OIF)، الحملة الوطنية للتثقيف الإعلامي والمعلوماتي تحت عنوان: “من دون فلتر: بتصدّق كل شي؟ فكّر قبل!”.
تشكل هذه المبادرة المرحلة الثانية من الشراكة الثلاثية الاستراتيجية التي أُعلن عنها في وقت سابق من هذا العام، والتي تهدف إلى تعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية (MIL) وتقوية قدرة الجمهور على مقاومة المعلومات المضللة.
تنتشر الحملة عبر شاشات التلفزة والصحف ومنصات التواصل الاجتماعي، وتتضمن فيديو توعوي سيتم بثه على الصعيد الوطني، إضافة إلى سلسلة فيديوهات قصيرة وجذابة يشارك فيها مؤثرون وشخصيات معروفة تجاربهم الشخصية مع الإعلام والتثقيف المعلوماتي.
من بين هذه الأصوات: أمير سعود، قائد منتخب لبنان لكرة السلة ونادي الرياضي، ياسمينا زيتون، ملكة جمال لبنان 2022، رايان حايك، صحافي شاب، ورنين أبو خزّام، مذيعة أخبار ومقدمة برامج على شاشة LBCI.
وتسلط هذه القصص، إلى جانب مقابلات صريحة في الشارع مع مواطنين عاديين، الضوء على الأثر الحقيقي للمعلومات المضللة وأهمية التفكير النقدي.
وبالإضافة إلى الحملة الإعلامية، تتضمن الشراكة برنامجاً لبناء القدرات يهدف إلى تعزيز مهارات الصحافيين والمراسلين في الوكالة الوطنية للإعلام. ويشمل هذا البرنامج تدريبات متخصصة في التحقق من المعلومات وإنتاج الفيديو، إلى جانب تزويدهم بالمعدات اللازمة، لتمكينهم من الالتزام بأعلى معايير الدقة والمهنية.
قال وزير الإعلام بول مرقص: “في زمن تنتشر فيه المعلومات المضللة أحياناً أسرع من الحقيقة، تصبح أدوات التواصل مع الناس سلاحنا الأهم ليس فقط للإعلام، بل لبناء الثقة، وتوضيح الحقائق، وحماية الحوار.”
من جهته، قال مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت باولو فونتاني: “مع انتشار المعلومات بشكل أسرع من أي وقت مضى، فإن تمكين الناس من التفكير النقدي والتفاعل الواعي مع وسائل الإعلام لم يعد ترفاً، بل ضرورة. تفخر اليونسكو بدعم هذه الحملة الوطنية التي تضع التثقيف الإعلامي والمعلوماتي في صميم المعركة ضد التضليل وخطاب الكراهية. من خلال تعاوننا مع وزارة الإعلام والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، نساهم في بناء مجتمع أكثر وعياً وشمولية وقدرة على الصمود في لبنان.”
أما ممثل المنظمة الدولية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط ليفون أميرجيانيان، فقال: “نحن عازمون على مواصلة جهودنا لضمان وصول معلومات موثوقة وعالية الجودة. وتأتي مساهمتنا في هذه الحملة، التي تم إعدادها خصيصاً للجمهور اللبناني، تأكيداً على دعمنا المتواصل لوزارة الإعلام في مكافحة التضليل، انسجاماً مع التزامنا بالتضامن وخطة عملنا الخاصة بلبنان.”
حملة “من دون فلتر: بتصدّق كل شي؟ فكّر قبل!” ليست مجرد حملة إعلامية، بل دعوة إلى كل مواطن لبناني للتوقف، التساؤل، والتفكير النقدي قبل تصديق أو مشاركة أي معلومة.
من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، تسعى اليونسكو وOIF ووزارة الإعلام إلى المساهمة في بناء مشهد إعلامي أكثر أماناً ووعياً في لبنان.
