"الإمام الصدر المقاوم الأوّل في هذا البلد".. الخطيب: ما زلنا في قلب المعركة

ali khatib

قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، في رسالة لمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر، إن "المعنيّين بجريمة إخفاء إمام الوطن، سماحة الإمام السيّد موسى الصدر، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب، والأستاذ عباس بدر الدين، ما زالوا يُمعنون في الإصرار على عدم التعاون مع السلطة القضائية اللبنانية، تهرّباً من مسؤوليّة تحريره ورفيقيه من السجون الليبية".

واعتبر أن "ما يعني أنّ الأسباب التي دعت إلى ارتكاب هذه الجريمة ما تزال قائمة، وهي مرتبطة بالمؤامرة على لبنان وجنوبه، والمشاركة في تحقيق مطامع العدوّ الإسرائيلي وأهدافه في تفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية وعنصرية، وإنهاء القضيّة الفلسطينيّة، وتحقيق السيطرة المطلقة على المنطقة وثرواتها، بما يضمن له البقاء في المستقبل لقرونٍ مقبلة، بعد القضاء على مقوّمات القوّة فيها".

أضاف: "وهو ما يستمرّ العدوّ في إنجازه عن طريق إشعال الفتن الطائفية والمذهبية بين أبنائها وشعوبها، وتفكيك مجتمعاتها، متوسّلاً لذلك إسقاط رموزها وقادتها الذين يقفون سدّاً منيعاً في وجه مخطّطاته. وهي محاولات ليست بجديدة، طالما لجأ إليها، لأنّها أفتك الوسائل لتدمير المجتمعات وأسرعها في الوصول إلى النتائج. وهذا ما استُخدم في لبنان، وكان تغييب الإمام موسى الصدر أخطر ما ارتُكب لتحقيق أهداف العدوّ".

وتابع: "لكن رغم حجم هذه الجريمة، وغياب الإمام الصدر المباشر عن الساحة، بقي طيفه يقود ساحة مواجهة إفشال هذه المؤامرة، مرّةً بعد أخرى، بما زرعه من وعيٍ وإخلاصٍ لدى الأجيال المتعاقبة. فنمت وكبرت وتعاظمت المقاومة ثقافياً وعسكرياً بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران على يدي الإمام الخميني، ما زاد في مساحات تأثيرها والتأثّر بها على مستوى الأمّة وجغرافيّتها".

كما اردف: "لم تبقَ حبيسة ساحة الجنوب اللبناني، وخصوصاً بعد تسجيلها أعظم الانتصارات على أرضه، سواء بإجبار العدوّ على الانسحاب من لبنان عام 2000، أو هزيمته النكراء في عام 2006، وما أحدثته هذه الإنجازات في شعوب العالم العربي والإسلامي، وخصوصاً على مستوى الوحدة الداخلية، وشعورها بإمكان هزيمة العدو، على الرغم من أنّ التصدّي له لم يكن على مستوى الأمّة جمعاء".

وقال: "من هنا بدأ العدوّ، وهو الغرب، يعدّ العدّة لتفادي أخطار هذا الإنجاز لإحباطه من خلال الفتنة، واستخدم لها عنصرين: الأوّل هو العنصر القومي، والثاني العنصر الطائفي. وعلى الرغم من أنّه حقّق بعض النتائج على هذا الصعيد بما يمتلكه من إمكانات إعلامية هائلة، ومن قدرته الشيطانيّة على استخدام بعض الأخطاء، لكنّه في النتيجة فشل في القضاء على المقاومة وتجميع قواها التي خاضت معاركها معه في الآونة الأخيرة، وأفشلت أهدافه، ولم يستطع أن يحسم أيًّا منها لصالحه."

وأشار: "لقد دفعت المقاومة وبيئاتها أثمانًا غالية في لبنان وفلسطين، وهو ما دعا العدوّ إلى شنّ حربه الغادرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخرج منها بالفشل الذريع، متوهّمًا أنّ إسقاط الجمهورية الإسلامية ـ لا سمح الله ـ سينهي القضيّة، غافلًا عن أنّها قضيّة أمّة لا تنتهي ولا تسقط".

وأكمل حديثه: "فقد كانت المقاومة قبل الجمهورية الإسلامية، وإن كانت الجمهورية الإسلامية وثورة الإمام الخميني قد أحدثت زلزالًا لن ينتهي إلّا بانتهاء هذا الكيان. وما زلنا في قلب هذه المعركة، وستخرج منها قوى المقاومة أشدّ قوّة، والأمّة أكثر مناعة".

أضاف: "سينكشف للشعب اللبناني أنّ انصياع البعض للمنطق الانهزامي هو خيار خاسر، وأنّه يعيد التجارب الماضية الفاشلة التي انتهت بخزي أصحابها، ولم يحقّقوا أيًّا من أهداف العدوّ، التي سينتج عنها تخلّي أسيادهم عنهم، وإهمال وجودهم، كما فُعل مع الآخرين. والأَولى، تخفيفًا للخسائر، هو العودة إلى منطق الإمام الصدر، منطق وحدة الموقف، والحفاظ على الوحدة الوطنية، وعدم التفريط بها لصالح العدوّ. فاللبنانيّون جميعاً مدينون لهذه الوحدة، وإذا ما خسروها، سقط الجميع".

وتابع: "إنّ الإمام الصدر، المقاوم الأوّل في هذا البلد، ينادينا اليوم جميعاً إلى الالتفاف حول الوطن، وعدم التفريط به لمصالح ضيّقة، كما هو حيث وقف ضدّ الحرب الأهلية المجرمة، ونبّه من الانجرار إليها، وتبرّأ منها الجميع، حتى من أشعل فتيلها، بعد أن ذهبت أحلامه أدراج الرياح. وها هي نفس الأبواق، أبواق الفتنة، تحرّض عليها من جديد، بحجّة السلاح، وترتكب نفس الخطأ التاريخي، بالاستجابة للمطلب الأميركيّ الصهيونيّ بنزع سلاح المقاومة، وانتزاع أوراق القوّة من لبنان لصالح العدوّ، مبرّرة العدوان على لبنان".

وختم داعياً الجميع إلى "الانسجام مع دعوة الأخ الكبير، دولة الرئيس نبيه بري، بهذه المناسبة، بالانفتاح على الحوار الهادئ والتوافقي، التي فيها صلاح لبنان واللبنانيين، وهو ما يُعبّر بصدق عن الموقف الوطني الجامع، والبعيد عن الحسابات الطائفية. وهي دعوة تُمثّلنا بكلّ ما ورد فيها، حفاظاً على لبنان، ودفعاً للشرّ عنه".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: