تجزم مصادر سياسية واسعة الإطلاع بأن الرئيس سعد الحريري، قد أسر لكل الشخصيات التي التقاها في بيت الوسط خلال زيارته، بأن قرار تعليق العمل السياسي محسوم ونهائي. وعليه فإن من فاتحه برئاسة الحكومة في "العهد" المقبل، قد تلقى الجواب بالنفي، وهو ما فتح الباب واسعاً أمام طرح المرشحين المحتملين إلى دخول نادي رؤساء الحكومات، خصوصاً بعدما انسحب منه على التوالي، الرئيسان الحريري وتمام سلام.
وبمعزل عن الفراغ الرئاسي وجمود البحث بالإستحقاق، إلا أن هوية رئيس الحكومة في مرحلة الإنقاذ المرتقبة، قد باتت مطروحة على الطاولة، وفق ما تنقل المصادر من معلومات ديبلوماسية، تفيد بأن الدول الخمس التي تبحث الملف اللبناني، قد اتفقت على آلية متكاملة للمرحلة المقبلة، وبأن هذه الآلية لا تشمل فقط رئيس الجمهورية، بل رئيس الحكومة والفريق الوزاري، كون الخروج من الإنهيار يستلزم وجود شخصيات متخصصة في رئاسة الحكومة، وتكون قادرة على العمل، وأثبتت خلال السنوات الماضية، وجودها ودورها الإنمائي من خارج النادي السياسي ولاحقاً بعد انخراطها في العمل العام من البرلمان، ومن بين المرشحين ، يتقدم إسم رئيس حزب "الحوار" النائب فؤاد مخزومي، كشخصية قريبة من اتجاهات الرأي العام الرافض لتكرار تجارب حكومية سابقة أودت بلبنان إلى واقع الإنهيار الحالي.
وتشير المعلومات إلى أن العنصر المشترك بين الشخصيات المطروحة لرئاسة الحكومة، هو استقلالها بالكامل عن المنظومة السياسية وأن تكون خارج حلقة المصالح الضيقة والتسويات، وهي اليوم على تماس مع المواطنين بشكل يومي ودائم، مع العلم أن الوجوه الجديدة المتداولة والتي تمثل المجتمع المدني ، تتعرض منذ مدة لسلسلة من الحملات المشبوهة التي يقف وراءها أركان المنظومة كافةً. وتضيف المعلومات، أنه من بين المرشحين في هذه اللائحة، وعلى المستوى الداخلي وضمن التسويات المطروحة، وتوازياً مع النائب مخزومي، يطرح إسم السفير نواف سلام فيما وزير الإقتصاد أمين سلام طرح نفسه أيضاً اليوم ، ولكن هذه المداولات تجري تحت سقف معادلة ثابتة وتوافقاً مبدئياً على وجوب عدم العودة إلى رموز الحقبات السابقة التي تسببت بالإنهيار الحالي.
.
