ما ان اعلن عن الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية حتى انهالت تباشير الخير بقرب الفرج في لبنان، لا سيما في الملف الرئاسي. وعلى الرغم من ان مصادر متابعة للملف اللبناني تؤكد ان الازمة الرئاسية داخلية، الا ان هكذا تقارب قد يساعد على تقريب وجهات النظر في لبنان.
وفي هذا الاطار، يشير الكاتب والمحلل السياسي مروان المتني الى ان الاتفاق السعودي الايراني بضمانة ورعاية صينية يُمثل متغيرات عميقة في طبيعة التوازنات في الشرق الاوسط: فهو اولاً يمنح الصين قوة دفع مهمة في اطار مشروعها للتوسع الاقتصادي في "طريق الحرير" التاريخية ويرسخ "رعايتها" على منابع البترول والغاز والبتروكيماويات في المنطقة، وثانياً يُضعف المصالح الاميركية والاوروبية في المنطقة بشكل عام، هذا فضلاً عن انه يخدم مصالح ايران والسعودية في شكلٍ متوازٍ خصوصاً اذا تم الالتزام به من قبل الطرفين، لأنه من جهة سيُنهي حرب اليمن والاستنزاف السعودي فيها ومن جهة ثانية سيمد ايران بجرعات دسمة من الاستثمارات في البنى التحتية ومجالات مختلفة اقتصادها في امس الحاجة اليها.
وتابع متني في حديث عبر LebTalks: حسبما تسرّب تتضمن بنود الاتفاق:
- وقف الحملات الاعلامية المتبادلة
- انهاء الحرب في اليمن من خلال ايجاد تسوية دائمة.
- انسحاب حزب الله من اليمن والعراق ووقف تدخلاته في امن الخليج
- اعادة فتح السفارات وتفعيل عمل اللجان المشتركة في اكثر من مجال.
- استعادة العمليات التجارية بين البلدين وتطويرها.
هذا على الصعيد الدولي، أما تأثيره على الضوع في لبنان، استبعد متني ان يكون لهذا الاتفاق اي تأثيرات مباشرة وسريعة خصوصاً وان هناك مهلة اقصاها شهرين لاعادة التمثيل الديبلوماسي وهي فترة اختبار نوايا ومراقبة الصين التزام الطرفين ببنود الاتفاق المتدرجة، جازماً ان اي محاولات لبنانية لتجيير هذا الاتفاق لمصلحة هذا المرشح او ذاك او هذا الطرف او ذاك هي مجرد "حروب نفسية" وتكهنات لا اكثر ولا اقل.
وتابع: اما على المدين المتوسط والطويل، وفي حال تنفيذ الاتفاق وبناء الثقة بين الجارين اللدودين بالطبع يستفيد لبنان من هذا التقارب، خصوصاً اذا نجح اللبنانيون في ايصال مرشح اصلاحي في منصبي الرئاسة الأولى ورئاسة الحكومة، ومباشرة عملية الاصلاح والتنمية.
واعتبر أن هذا الاتفاق سيكشف كذبة سلطة النيترات والموت والفساد وكارتيلاتها المختلفة بأن سبب الازمة خارجي.. مشدداً على أن أزمات لبنان سببها الاساسي داخلي وهو اولاً السرقة المتمادية والفساد وغياب المحاسبة وثانياً تدخلات الحزب خارج لبنان، وبالتالي لا مفرّ من استنهاض همم وسواعد وإرادات اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، للضغط على المنظومة من اجل وقف مسلسل الابادة المتمادي بحق اللبنانيين.
وأضاف: لا اعتقد ان الرهان على ان هذا الاتفاق كفيل بتسويات سبق وعقدتها المنظومة سابقاً هو الحلّ لسببين: - ازمات لبنان الحالية وجودية ومصيرية وعميقة ولا تحتمل التسويف وتأجيل الحلول
- التفاهمات السعودية الايرانية بشكلها الحالي وفرص تطورها من شأنها كشف الممارسات المتمادية من قبل المنظومة وكارتيلاتها ووضعها تحت الضوء وسحب ورقة "النزاع الاقليمي" من يد طبقة سياسية باعت الخارج شعارات ونهبت الداخل دون هوادة .