"الانتخابات النيابية بموعدها".. نجم: كلام براك شكّل صدمة سياسية

najem

أكد الباحث والخبير في التواصل السياسي جورج نجم في حديث متلفز "وجود متابعة أميركية حثيثة للوضع في لبنان تهدف الى الوصول لما تريده الولايات المتحدة الأميركية، وما قاله أخيراً الموفد الأميركي توم براك شكّل "صدمة سياسية" إذ انه طرح نقاط عدة يمكن التوقف عندها خصوصاً عندما قال إن حزب الله يحصل شهرياً على 60 مليون دولار وقد تم عرض مكافأة قدرها 10 ملايين ليرة لمَن يقدّم معلومات حول مصادر هذا التمويل، من هنا فإن السؤال المطروح هو اذا كانت دولة بحجم الولايات المتحدة التي تملك أهم منظومة استخبارية في العالم ترتكز على أجهزتها الخاصة وعلى شبكات أجهزة دول صديقة لها ولا تملك معلومة عن كيفية دخول مثل هذا المبلغ الى الحزب في لبنان، فكيف يمكن للدولة اللبنانية أن تعرف وأن توقف مثل هذه الشبكة؟".

وعن خطة الجيش وحصرية السلاح بيد الدولة، قال نجم: يمكن إعطاء مهلة ربما حتى آخر السنة لتنفيذها أو تنفيذ جزء منها بناء على ما تم إقراره في جلسة مجلس الوزراء، ففي هذا الإطار هناك عقيدة عسكرية معروفة تقول إنه ما من خطة تصمد أمام أرض المعركة، بالتأكيد ستطرأ بعض التعديلات عليها لكن من الواضح أن قيادة الجيش بما تملك من امكانات تسير باتجاه تنفيذ هذه الخطة، ولا أعرف ما اذا كانت تستطيع الإسراع في هذا الاتجاه أم أننا ذاهبون باتجاه صدام أكبر.

وحول وجود نية لدى "الحزب" للتصادم مع الجيش اللبناني، أشار نجم الى أن "الخطاب والكلام وحدهما في مثل هذه الأمور لا يعطيان رؤية شاملة، فما يمرُّ به الحزب اليوم سبق أن مرَّ به مكونات لبنانية عدة بعد اتفاق الطائف، فالقوات اللبنانية في آواخر الثمانينيات كانت في أوج قوتها وعندما جاء القرار الدولي باعت قسماً من أسلحتها وسلّمت القسم الآخر للدولة اللبنانية ودخلت في مسار عملية سياسية عادية.

ومن المؤكد أن "الحزب" لن يقول "تفضلوا هذا هو سلاحي" بل هو يبحث عن مخارج، فبحسب قراءة سياسية بسيطة يمكن القول إن جزءاً من قرار الحزب كي لا نقول كله هو في يد إيران وبالتالي يجب أن يأخذ مباركة أو تشجيعاً من إيران، لكنه لن يكون قراراً مجانياً بل هناك ثمن لذلك، فتاريخ الحزب ووضعه الراهن مرتبطان بالسلاح والعقيدة ولا يمكن فصلهما لكنه سيصل حتماً الى مكان ستُفرض عليه إعادة النظر في عقيدته ليفصل عنها السلاح اذا ذهبت الأمور في الاتجاه الذي تريده الولايات المتحدة والمجموعة العربية وأوروبا".

نجم اعتبر أن "لا شيء ثابت في السياسة فهناك أمور تظهر وكأنها غير ممكنة لكنها تحدث والتاريخ يزخر بالأمثلة، فمن الواضح أن هناك تحركاً جدياً وملحّاً لذهاب لبنان في اتجاه حصرية السلاح بيد الدولة، فتاريخ الجيش يبرهن أنه جدي في تنفيذ المهام الموكلة اليه وبالتالي من المستبعد أن يطرح خطة على مجلس الوزراء ويأخذ مباركة سياسية لم تكن موجودة في السابق، فالتقديرات تشير الى أن هناك جواً من التفاؤل والموضوع الأهم من حصرية السلاح هو إعادة النهوض بلبنان وفق معايير الاقتصاد القوي وأول شرط للوصول الى هذا الهدف هو وجود دولة قوية تستطيع السيطرة على أرضها وسيادتها، لكن مع عدم وجود مبدأ المحاسبة فإن الفساد سيظل مستشرياً وكذلك سوء الإدارة وهما أمران متلازمان ما خلق أسوأ أزمة في تاريخ لبنان، علماً أن الفساد لا لون له ولا طائفة، أما الحل فهو بخلق اقتصاد منتج ومربح ينهي الفساد، فالدول المانحة لا تريد السلاح وهي تشترط على لبنان القيام بإصلاحات للحصول على الدعم المادي".

وعن موقف ايران قال: "هناك "صفر" أمل بتغيير استراتجي في المنطقة بعد كل ما حدث خصوصاً مع اعلان إيران بأن سلاحها النووي هو خط أحمر، وفي المقابل هناك استحالة بأن يتم السماح لإيران بامتلاك قنبلة نووية".

وحول موضوع تأجيل الانتخابات النيابية المرتقبة في أيار المقبل قال نجم إنه "تاريخي ومع الإعلان عن إجراء هذا الاستحقاق كان هناك دائماً مَن يسعى الى عرقلتها لكن هذه المرة فإن تعاطي الدول مع لبنان لا يؤشر الى وجود تأجيل وفق المعطيات المتوافرة والضغوط كبيرة في هذا السياق لإجرائها في مواعيدها المقررة، وعلى عكس ما يُقال أرى أن الحزب يهمه أن تُجرى الانتخابات بهدف إثبات حضوره من خلال كتلة نيابية وازنة تثبت شعبيته، مع الإشارة الى أنه درجت العادة في لبنان بالركون الى الربع الساعة الأخيرة التي تسبق موعد الانتخابات".

وعن مسار الأمور بين سوريا وإسرائيل، قال نجم بإنها "تتجه نحو اتفاق بينهما إذ هناك ضغوط كبيرة تُمارس من أجل توقيع اتفاقية أمنية بين الطرفين على أسس فيها تطمينات أمنية لإسرائيل وهذه الضغوط تواكبها لقاءات واجتماعات من أجل فتح باب الاستثمارات الكبيرة أمام سوريا وهو ما سمعه الرئيس السوري أحمد الشرع لدى زيارته الى نيويورك وهي الأولى لرئيس سوري منذ العام 1967، وبرأيي الامور تتجه نحو اتفاق أمني قد يكون الخطوة الأخيرة قبل اتفاق السلام".

عن القضية الفلسطينية وحل الدولتين، قال نجم: "بعد تاريخ 7 تشرين الأول استفاق العالم فجأة على أهمية حل الدولتين، حتى أميركا بذاتها فهمت أن لا سلام الا بحصول الشعب الفلسطيني على أرض، إذ يبدو أن الجميع قد تعب لكن العقدة الأساسية تكمن في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعتبر نفسه بأنه "المخلص" وهو يتصرف على هذا الأساس."

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: