لا شك في انّ الصورة المأساوية التي يشهدها لبنان، تصل بوضوح الى عواصم القرار، والى حاضرة الفاتيكان التي تنظر بخوف وهواجس الى مصير لبنان، والمسيحيين فيه بصورة خاصة، الذين يتقلّص عددهم شيئاً فشيئاً بسبب هجرتهم، كما يُنقل عن قداسة البابا فرنسيس إستشعاره القلق على القضية اللبنانية، والمصير المرتقب، لذا يدعو دائماً الى الابتعاد عن كل الصراعات الاقليمية المحيطة به، وعدم إقحامه في مشاكل المنطقة، لتفادي كل التداعيات عليه.
وفي هذا الاطار، يدعو الحبر الأعظم دائماً زوراه اللبنانيين، وآخرهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي إلتقاه قبل ايام الى الحفاظ على الاستقرار، وإحياء مقومات العيش المشترك بين اللبنانيين، وهذا كان مدار الحديث خلال لقاء البابا مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بحيث شدّد على الحفاظ على المناصفة، لانّ هواجسه تتفاقم كل فترة من تغيير وجه لبنان، بسبب الاختلال الديموغرافي، وخوفه من تقلّص عدد المسيحيين المستمر، لانه الممثل الاول للمسيحيين في العالم . وهنالك قلق دائم لديه من تهميشهم وإبعادهم عن المراكز الحساسة في الدولة، خصوصاً بعد تراجع دورهم السياسي بشكل فاعل، وغيابهم عن صنع القرار فيه، من هنا يتحدث البابا مع المسؤولين اللبناينين حين يزورونه، عن الهواجس التي تعتريه، من فقدان التوازنات وأسس العيش المشترك، وغيرها من الامور الهامة، اذ لا يخفى عليه انّ المسيحيّين يعيشون حالة قلق على المصير، بعد ان كان لبنان يحوي أكبر وجود مسيحي فاعل في الشرق، فالمسيحيون أصيبوا منذ التسعينات بتراجع سياسي كبير، لان عوامل عدة لعبت دوراً في تناقص عددهم، من ضمنها الخلل الطائفي الذي يسيطر على المؤسسات، حيث يتراجع المسيحيون بوضوح، على الرغم من الكلام المعسول الذي نسمعه، بضرورة إصلاح هذا الخلل من دون اي نتيجة على ارض الواقع .
الى ذلك افيد ووفق مصدر دبلوماسي، بأنّ الرئيس الفرنسي وعد قداسته بطرح الوضع اللبناني الخطير والمتأزم، خلال زيارته الى الخليج التي تبدأ غداً، وتشمل الامارات والسعودية، في ظل فكرة فرنسية تهدف الى تنظيم مؤتمر لبناني يضّم جميع الاطراف، على غرار اجتماع " سان كلو" خلال عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، لكنها لا تزال مجرّد فكرة سيطرحها الرئيس ماكرون، خلال لقائه وليّ العهد السعودي لبحث ملف لبنان
