في زمن دبلوماسية اللعب على الكلام، بحسب توصيف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في تصريح أعقب اجتماعاً ثنائياً في السراي الحكومي، ونصائح بالجملة والمفرّق حول " ضرورة التحلّي بروح المسؤولية الوطنية العالية"، عبرت أول من أمس مسيّرات ثلاث قيل إنها غير مسلحة فوق رؤوس اللبنانيين، خارقة المجال الجوي باتجاه حقل كاريش والمنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، في مهمة إستطلاعية للرصد والتصوير.إطلاق المسيّرات أتى بمثابة رسالة متوقّعة أربكت كل الأطراف المعنية بعملية التفاوض البحرية ووضعتهم في موقف لا يُحسدون عليه، كما طرح تساؤلات حول تأثير هذا الأمر على سير المفاوضات والملامح يالخفيفة لإيجابية ما بدأت تتظهر في هذا السياق.من الواضح أن قرار إطلاق المسيّرات الثلاث التي أسقطت إسرائيل واحدة منها بواسطة صاروخ، أتى بعد رفض الأخيرة وقف أعمال التنقيب في حقل كاريش ومنطقة النزاع ، وهي رسالة قد لا تكون الأخيرة، فإسرائيل مصمّمة على حماية منصة حقل كاريش التي تقع على بعد ١٠٠ كيلومتر من الشاطىء، في الوقت الذي يواصل فيه حزب الله التلطّي خلف مقولة " نحنا ورا الدولة" التي تبرأت من العملية الإستطلاعية، معتبرةً إياها خارج إطار مسؤوليتها، كما خارج السياق الدبلوماسي الذي تجري المفاوضات من خلاله..." عن جَدّ...وينيي الدولة؟".
