“البعث” في النبعة “لا بيقدم ولا بيأخر”

4e4bf5c9-10d6-4660-97d8-9bb2c0b98393

تشهد محلة النبعة في برج حمود السبت 12/11/2022 حفلاً يقيمه حزب “البعث” في الذكرى 52 لما يسميه “الحركة التصحيحية” في الحزب والتي قادها الرئيس السوري الراحل حفاظ الاسد وهي في الحقيقة إنتصار جناح الاسد على جناح رفيقه صلاح جديد وشريكه بإنقلاب 23 شباط 1966 الذي قامت به اللجنة العسكرية بقيادة جديد ضد القيادة القومية لحزب البعث والتي ضمت آنذاك مؤسس الحزب ميشيل عفلق ورئيس الجمهورية السورية أمين الحافظ. إذ تمكن الاسد في 16 تشرين الثاني 1970 من الانقلاب على جديد ورئيس الجمهورية السورية نور الدين الأتاسي وسجنهما مع العديد من البعثيين وذلك فيما يعرف بالحركة التصحيحية في حزب “البعث”.

فالـ”البعث” عمد في الاشهر الماضية الى تعيين إبن النبعة البعثي القديم علي صفوان مسؤولاً عن المركز الذي أقامه فيها ويشمل اقضية المتن وكسروان وجبيل. فما أهمية هذه الخطوة وهل من أبعاد للاحتفال؟

إحدى الفاعليات السياسية المتابعة عن قرب للواقع الحزبي في هذه الاقضية اكّدت لـ Lebtalks أن هذه الخطوة “لا بتقدم ولا بتأخر”، مفنّدةً:

1- بالأساس، إختيار “النبعة” لإفتتاح مركز في هذه الاقضية أمر مفهوم كون المكان يقع في المربع الجغرافي والديمغرافي لـ”حزب الله” ما يوفّر غطاء له ولا يوجد موقع جغرافي ملائم أكثر في كل هذه الاقضية. كما ان المسؤول البعثي المعيّن علي صفوان هو ابن المنطقة ووالده كان شرطياً ذا سيط حسن في بلدية برج حمود حيث يعمل أخوه اليوم.

2- الاحتفال بـ”الحركة التصحيحية” أشبه بالبكاء على أطلال “بعث” حافظ الاسد الذي إنتهى مع إبنه بشار من الامر الناهي في سوريا و”الوصي” المحتل للبنان ومحرك مجموعات وأطراف سياسية في المنطقة الى الرئيس المسيطر على أجزاء من سوريا بسواعد الايرانيين وميليشياتهم و”حزب الله”.

3- “البعث” في لبنان حزب مترهّل ومشرذم وأشبه بفصيل في “سرايا” “حزب الله” الذي إستكتر عليه نائباً أو وزيراً منذ سنوات.

4- لا تأثير لـ”البعث” أكان في المتن أو كسروان أو جبيل أو البترون ولا حضور شعبي، هو في الاساس الى إضمحلال على مسافة لبنان ونظريته لـ”امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة” تخطاها الزمن والوقائع التي عصفت في العالم العربي.

5- في عزّه لم يجد “البعث” في هذه المناطق ارضاً خصبة لحصد المناصرين أو خلق أي حالة سياسية. لنتذكر في حقبة الاحتلال السوري بين 1990 و2005 لم يستطع خرق المنطقة رغم الضغوط التي كانت تمارس والاغراءات التي قدمها. فحفل الاستقبال الذي اقيم في مناسبة “الحركة التصحيحية” عام 1995 للمرة الاولى في مجمع “البورتيميليو” في الكسليك في قلب كسروان كان أشبه بجسم غريب عن المنطقة وأهلها.

6- “الهوية السياسية” لجبل لبنان الشمالي معروفة وهي تكرّست أكثر فأكثر في الانتخابات النيابية الاخيرة وفي الاساس ما وجود “البعث” إلا ضمن تنويع “عدة الشغل” لـ”حزب الله” لأي “خلية حمد” قد يحتاجها.

ختمت هذه الفاعلية السياسية بالقول: “لن يكون الحفل أكثر من تسجيل مواقف تأييداً للاسد و”حزب الله” “بدلاً عن ضائع” لزمن كان بيروت تحكم من عنجر وكان “الحزب” يعادي اميركا وإسرائيل قبل ان ينتهي الامر باعتماده على اميركا كضمانة لترسيم الحدود مع إسرئيل. لن تتخطى إرتدادات الحفل جدران القاعة”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: