يرتدي اتساع رقعة الغارات الإسرائيلية من الجنوب إلى البقاع، وللمرة الثالثة اليوم، طابعاً يتجاوز من حيث الشكل أولاً حدود الرسالة الإسرائيلية إلى الرد المباشر والسريع على عمليات إطلاق الصواريخ من جبهة الجولان، بينما من حيث المضمون ومن ناحية ثانية، فهو تطور ميداني بمعنى أن لا خطوط حمراً أمام أي ردة فعل إسرائيلية محتملة على التصعيد الذي يقوم به الحزب منذ الإعلان عن فشل محاولات إرساء هدنة في غزة.
وفي قراءة أولية للمشهد في البقاع، تكشف مصادر سياسية لموقع LebTalks عن أن الضربة الإسرائيلية مساء أمس، قد أتت في سياق التصعيد بالنار الذي كان قد بدأه “حزب الله”، فور الإعلان عن وصول مفاوضات الهدنة إلى الحائط المسدود، وذلك بالتناغم مع التصعيد “الحوثي” في البحر الأحمر وصولاً إلى ترحيل الموفد الأميركي آموس هوكستين، للمفاوضات التي كان أطلقها حول التهدئة على جبهة جنوب لبنان.
وبمعزل عن المواقف الأخيرة لقيادات الحزب حول رفض الحرب ووقف أي تصعيد والبقاء في دائرة الرد، فإن المصادر، تتحدث عن انقلاب في المشهد العام وعن صعوبة وضع حدود للإنزلاق نحو مرحلة أكثر خطورة في المرحلة المقبلة، إلا أن هذا التدهور مرهون باحتمال حصول خرق في الواقع الميداني في غزة في ضوء ما يتردد عن “وضع خاص” لمناسبة شهر رمضان، قد يحتم إجراءات خاصة تؤدي إلى تراجع وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية.