بات جلياً أنّ لبنان لا يمكنه الخروج من أزماته المتفاقمة إلا بتسويةٍ دولية، الأمر الذي أضحى تقليداً منذ الاستقلال إلى اليوم، فكيف الحال في ظل هذه الظروف المفصلية والأزمات المتراكمة التي يمر بها البلد على الصعد كافة، لا سيما ما يعانيه من انهيار إقتصادي ومالي واجتماعي وحياتي، لذلك فإنّ البيان السعودي- الأميركي- الفرنسي الذي صدر في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يصبّ في خانة دعم لبنان، ولكن بات من نافل القول إنّه لا يمكن إلا أن يلتزم وطن الأرز بالشروط أو المسلّمات التي جاءت في هذا البيان والتي في المحصلة تصبّ في صالحه من خلال تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة والالتزام بالإصلاح وبأن يكون هناك دولة لا دويلة، وهذه المساعي لطالما تحدثت عنها المملكة العربية السعودية عبر كبار مسؤوليها ولا سيما وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ناهيك عن دور وحضور السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري الذي، ومن خلال تغريداته، أوصل أكثر من رسالة في هذا الصدد.من هذا المنطلق، فإنّ البيان الثلاثي إنّما هو خارطة طريق ومنطلق أساسي لحل المعضلات اللبنانية، والسؤال المطروح هل يتوّج ذلك بتسوية؟
من المبكر الخوض في هذه التفاصل، لكنّ المؤكد وفق المعلومات والمعطيات من المتابعين لمسار الوضع في لبنان أنّ الاتصالات السعودية- الفرنسية مستمرة بالتماهي والتناغم بين الرياض وباريس لدعم لبنان ومساعدته، وقد يكون بيان باريس الأخير الذي حدّد مواصفات رئيس الجمهورية العتيد، وما صدر في نيويورك من بيان ثلاثي كافيين لحل الأزمة اللبنانية، إنّما على المسؤولين اللبنانيين أن يقرأوا جيداً كل هذا الحراك وهذه البيانات.