البيوتات السياسية و"التقليد" في حملة "التغيير".

توبيخ وتهديد من رئيس الحزب للمسؤول

ألما حبيب

قد يكون من الظلم التعميم ، تماما كما من الجهل طرح العناوين التي لا تتلاقى مع حقيقة المضمون.ليس كل من تربّى في بيت سياسي، قد يكون تقليدياً، أو وارثاً بالمعنى السلبي، فبعض الشخصيات، وان كانت نادرة، تمكنت من الخروج من عباءة العائلة ورسم خط خاص بها يتفوق على منبعها وربما يثور عليه. ولعلّ أصدق مثال هو الرئيس الشهيد بشير الجميل، الذي انطلق من عائلة سياسية ليؤسس حركة تغييرية لعبت ولا تزال حتى اليوم دوراً محورياً في السياسة اللبنانية هي: القوات اللبنانية.أما في العموم فإن البيوت السياسية التقليدية في لبنان قد فشلت في تخريج شخصيات اتخذت خطّاً بيانياً تغييرياً خاصّاً بها.وفي أمثلة كثيرة كان السلف أفضل من الخلف.الأمثلة لا تحصى ولا تُعَدّ.المناسبة التي تعيد هذه الصورة الى الواجهة، هي الانتخابات النيابية المرتقبة، واللوائح المطروحة والتحالفات الهجينة ، التي تقوم على كمّ هائل من التناقضات، لعلّ اوضحها حتى الساعة، اللائحة المرتقبة التي ستجمع( حتى الساعة) في دائرة الشمال الثالثة، كل من ميشال معوّض ومجد حرب ووليم طوق مع اسماء أخرى.تكفي هذه الأسماء الثلاثة لتشكّل مفارقة عجيبة، بين جذورها التقليدية وتواريخ عائلاتها، وبين خطابها الانتخابي القائم على أنقاض الثورة والمعارضة والتغيير. هذه الأسماء، ستسهّل المعركة الاعلامية والشعبية للمنافسين، لا سيّما الذين اتُّهموا زورا بأنهم جزء من المنظومة السياسية الفاسدة.لبنان هذا البلد العجيب الغريب بتكوينه السياسي، لن "يغُصّ" بغرابة جديدة، وهي ان ينادي التقليديون بالتغيير، وأبناء السلطة بالثورة.وتبقى العبرة في الضمائر والذاكرة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: