بات من شبه المؤكد أن وصول إبراهيم رئيسي الى سدّة الحكم في إيران سيعيد خلط الأوراق على الساحة الداخلية، الإقليمية والدولية، فالرئيس الإيراني الجديد الموصوف ب”المتشدد” لن يكون رحوماً مع دول المنطقة التي يلعب وكلاؤه فيها دوراً إستعمارياً واضحاً، محكِماً السيطرة عليها من خلال أذرعه السياسية والعسكرية وفي مقدمها لبنان.
وانطلاقاً من هنا، كان لافتاً أمس موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبيان سينودس المطارنة الموارنة الذي تُقرأ بين سطوره السيادة والوطنية التي سرعان ما يُستشرف معها معالم المرحلة التالية، بعدما استنفدت المعارضة أساليبها ولم تنفع لا في لجم الفلتان والإنهيار ولا في رفع يد إيران وحزب الله عن الورقة اللبنانية الرهينة والمستتبعة. فليس المهم اليوم معارضة حكم وسلطة فاسدة بل الأهم مقاومة سلطة إحتلال أجنبي بدأت تطل برأسها على الداخل اللبناني،
وبالتالي ستكون بكركي مرة أخرى رأس حربة في المقاومة، وستنقل المواجهة من مواجهة معارضة الى مواجهة مقاومة.
