نصح مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت بوجوب أن “يكون أي موقف لبناني من الأزمة السوريّة جزءً من الإجماع العربي الذي يهدف إلى تحقيق الاستقرار في سوريا، بعيداً من الأجندات المتناقضة التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة، وأن يعكس هذا الالتزام رغبة لبنان في تعزيز دوره داخل الجامعة العربية والعمل ضمن منظومة عربية موحدة تتبنى حلولاً سياسية متفق عليها”.
وقال المصدر: “ينص ميثاق جامعة الدول العربية بوضوح على مبدأ عدم تدخل أي دولة عربية في الشؤون الداخلية لدولة عربية أخرى. من هذا المنطلق، يتوجب على لبنان تعزيز هذا المبدأ من خلال موقف رسمي يدعو إلى الحوار السوري ـ السوري كسبيل وحيد لحل الأزمة، مع رفض التدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد المشهد. وينبغي للبنان أن يدعم حق الشعب السوري في تقرير مصيره عبر عملية سياسية شفافة وشاملة تعكس تطلعاته في الحرية والديموقراطية، ويجب التأكيد أنّ أي تسوية سياسية يجب أن تكون نابعة من إرادة السوريّين أنفسهم، بعيداً من الضغوطات الخارجية”.
وأكّد المصدر على “ضرورة أن يشدّد لبنان على أهميّة بناء علاقات صحية مع سورية تقوم على الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية، وأنّ الهدف هو تحقيق شراكة قائمة على التعاون بين دولتين مستقلتين بعيداً من التدخلات السياسية أو الأمنية التي قد تضر بمصلحة البلدين. هذه العلاقات يجب أن تستند إلى المصالح المشتركة مثل ضبط الحدود والتنسيق في قضايا اللاجئين والاقتصاد”.
وأوضح المصدر أنّ “التحولات الكبرى في المنطقة تفرض على لبنان اعتماد مقاربة عقلانية وإيجابية. ولا يمكن للبنان تحمل تبعات الانقسامات الداخلية الناتجة عن تباين الآراء تجاه الأزمة السوريّة. لذا، يجب أن يسعى إلى موقف موحد يعزز استقراره الداخلي ويتيح له التكيف مع التحولات بما يخدم مصلحته الوطنية”.
ورأى المصدر أنّ “الموقف اللبناني من التطورات السوريّة يعتبر اختباراً حقيقياً لقدرته على تحقيق التوازن بين التزاماته العربية واحترام سيادة الدول وحماية مصالحه الوطنية. والمطلوب هو تبني سياسة حكيمة تسهم في الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره، مع دعم الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة السورية بطريقة عادلة ومستدامة”.