يُرتقب وفق المتابعين لمسار الأوضاع أن يكون انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة محطةً فاصلةً وأساسيةً من أجل التشاور حول الملف اللبناني، لا سيما بين المسؤولين الأميركيين والفرنسيين والسعوديين، وبالتالي إمكانية التوصل الى توافق وصيغة حول الرئيس العتيد للجمهورية. وعلى هذه الخلفية، فإن وجود الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة سيكون فرصة أيضاً للقاءاته مع كبار المسؤولين المشاركين في أعمال تلك الجمعية، وعليه فإن البعض يعوّل على واشنطن والرياض وباريس بصفتهم من المهتمين بالملف اللبناني، وبالتالي فإن اللقاء الأخير الذي عُقد في باريس بين المسؤولين السعوديين والفرنسيين قد يُتابع في واشنطن وصولاً الى ما ستقوله الإدارة الأميركية حول رئيس الجمهورية على اعتبار أنها لم تقل كلمتها بعد، وهي ستكون بمثابة "كلمة السر" حول من سيكون رئيس جمهورية لبنان، وعلى هذه الخلفية هناك أجواء تشي بأن الأسبوعين المقبلين سيكونان فاصلين بحيث سيتبيّن الخيط الأبيض من الأسود، بمعنى هل سيبقى رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا؟ أم كل ما يُقال مناورة سياسية لأن هناك حسم وحزم دولي من أجل عدم بقاء عون دقيقة واحدة بعد انتهاء ولايته، أي أن تحصل الانتخابات في الموعد الدستوري المحدّد.
من هنا، فإن كل ما يحصل ويجري في البلد إنما هو تصعيد سياسي على خلفية تصفية الحسابات والمناورات، ولكن ليس بقدرة أي طرف في هذه الظروف على إيقاع انهيار البلد اقتصادياً ومالياً واجتماعياً ودخوله في الفوضى أن يناور ويطيّر الاستحقاق الرئاسي.
