التهديد بالاغتيال يلاحق الرئيس بوتين

thumbs_b_c_c974a7770151eb478092abd8a6691b0f

ماذا يحصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ أمنه الشخصي بخطر رغم كل التدابير والإجراءات الأمنية المشددة المحيطة به،وقد أكدت مصادر وقوع محاولة اغتيال للرئيس الروسي أمس الأربعاء، وأنه نجا منها بأعجوبة.مصادر تكشف عن أن محاولة الاغتيال الجديدة للرئيس بوتين نُفذت من خلال الهجوم على سيارته الرئاسية مباشرة، ما يُظهر هشاشة التدابير والإجراءات الأمنية المتخذة لحماية موكبه وبالتالي أمنه الشخصي.

وبحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية، فقد نجا الرئيس الروسي من محاولة اغتيال إستهدفت سيارته الرئاسية.والحقيقة أن هذه المحاولة ليست الأولى وقد لن تكون الأخيرة على الأرجح، فالرئيس بوتين نجا من خمس محاولات اغتيال، وهو بات في الوقت الحالي قلقاً جداً على حياته لدرجة أنه يحيط نفسه دائما بنخبة من أفضل القنّاصين.وكان رئيس الإستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف قد صرح بأن بوتين نجا من محاولة اغتيال في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، مضيفاً لصحيفة «برافدا» الأوكرانية أن «بوتين تعرض لمحاولة الاغتيال الفاشلة من قبل أفراد من منطقة القوقاز قبل حوالي شهرين، ولم يتم الإعلان عن هذا الحدث، لكنه وقع ".

ويقال إن بوتين الآن يخشى وقوع محاولة أخرى لاغتياله لدرجة أنه يحيط نفسه باستمرار بنخبة من أفضل القناصين، وفقاً لما نقله تقرير نشرته صحيفة «ذا صن» البريطانية.

ولفت تقرير صحافي آخر إلى أن الرئيس الروسي أصبح مهووساً بفكرة أن هناك شخصاً ما في طريقه للتخلص منه، الأمر الذي دفعه إلى عدم السماح لأي شخص بالاقتراب بشكل كبير منه، وإلى تعيين فريق من الموظفين مهمتهم الأساسية تذوق طعامه قبل أن يأكله، حتى لا يتعرّض للتسمّم.

وانتشرت شائعات بأن بوتين أمَرَ مؤخراً بصنع قفازات خاصةً له لحماية بشرته من التعرض المحتمل للمواد الكيميائية القاتلة، كما أنه تخلى عن عادته الصباحية الخاصة بالنزول الى حمام السباحة، لأنه يطلب من المختصين إختبار الماء مرات عدة في اليوم للتحقق من عدم وجود مستويات عالية من المواد الكيميائية الضارة به.وبالإضافة لمحاولة الإغتيال الأخيرة التي أعلنَ عنها بودانوف، فقد كشف تقرير «ذا صن» أن بوتين تعرض لـ 4 محاولات سابقة هي:

- خلال زيارة لأذربيجان:

حين قام بوتين بزيارة رسمية إلى أذربيجان في يناير (كانون الثاني) 2002، تم اعتقال رجل عراقي على صلة بأفغانستان والمتمردين الشيشان، وقيل بأنه خطّط لقتل الرئيس الروسي، وقد علمت القوات الأمنية بالمؤامرة واعتقلت الرجل، حيث حُكِم عليه بالسجن عشر سنوات.

- متفجرات بالقرب من الكرملين:

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002 ظهرت تفاصيل مؤامرة أخرى على حياة بوتين، حيثكان من المفترض أن تمر سيارة الزعيم الروسي عبر طريق سريع بالقرب من الكرملين. وعلى طول الطريق، كان هناك مجموعة من الناس الذين إدعوا أنهم يقومون بتركيب لافتات جديدة، وبعد ساعة واحدة فقط أفادت إحدى وسائل الإعلام أنه تم اكتشاف 40 كيلوغراماً من المتفجرات معدة للتفجير على طول الطريق، وأن القوات الأمنية اكتشفت هذا الأمر وتم تغيير مسار سيارة بوتين.ويرفض المسؤولون الروس، حتى يومنا هذا، التعليق على الأمر بل وينفون حدوثه على الإطلاق.

- في بريطانيا:

أفادت تقارير أن شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أحبطت مؤامرة لقتل بوتين في أكتوبر (تشرين الأول) 2003، فقد قال مصدر لصحيفة «صنداي تايمز» إنه تم اعتقال رجلين قيل بأنهما خططا للاغتيال، وذلك لفترة قصيرة قبل أن يتم الإفراج عنهما من دون توجيه اتهامات لهما.وأفاد التقرير أن أحد الرجلين كان قاتلاً مأجوراً سابقاً لدى المخابرات الروسية، وأنه وزميله خططا لإطلاق النار على بوتين، معتبراً أن العميل الروسي السابق كان يعرف ضابطاً كبيراً في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، يدعى ألكسندر ليتفينينكو، كان من المفترض أن يقدم له معلومات حول تحركات بوتين أثناء تواجده في الخارج.وقالت الصحيفة إن ليتفينينكو أبلغ الشرطة البريطانية بتفاصيل المؤآمرة فور اتصال العميل الروسي السابق به.

- محاولة من متمرد شيشاني:

في عام 2012، تم القبض على المتمرد الشيشاني آدم أوسمايف، بعد إحباط مؤامرة مزعومة لاغتيال بوتين.وأعلنت أجهزة الأمن الروسية حينها أنه تم القبض على أوسمايف الذي وصفته بـ«الإرهابي»، من قبل القوات الخاصة في ميناء أوديسا الأوكرانية على البحر الأسود.وكشفت أجهزة الأمن أن أوسمايف «تخرج من مؤسسة مرموقة للتعليم العالي في بريطانيا العظمى»، وأنه من عائلة شيشانية بارزة معارضة لبوتين.اذاً الخطر على الحياة يلاحق الرئيس بوتين منذ فترة رغم نجاح أجهزة الامن والاستخبارات الروسية والغربية حتى الآن بإنقاذه في اللحظات الأخيرة، فيما يبقى السؤال عن سبب كل هذا التهديد ؟

الإجابات نجدها في ماضي الرئيس بوتين والأعمال التي قام بها والحروب التي شنّها على الدول المحيطة به كما وعلى معارضيه في الداخل والخارج، حيث أن ثمة معارضة كبيرة في روسيا ضد شخصه وأسلوبه وشخصيته في إدارة الاتحاد الروسي وفي انغماسه السوريالي والخيالي في التاريخ والماضي لاستعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية، والتصرّف مع العالم على أساس استكبار واستعلاء لا يبرره موقع روسيا بعد سقوط حائط برلين وسقوط الاتحاد السوفياتي، والدليل الجديد على نظرته الغارقة في أمجاد الماضي رفضه حضور جنازة الزعيم ميخائيل غورباتشوف الذي يعتبره بوتين خائناً للأمة الروسية لكونه، ودائماً بحسب بوتين نفسه، قد تسبّب في أفظع كارثة جيو سياسية في القرن العشرين الا وهي سقوط الاتحاد السوفياتي الامر الذي لن يسامحه عليه بوتين.

طبعاً الأمور لم تصل في روسيا الى حد خطر الإنقلاب على بوتين، وبخاصة على خلفية حربه في أوكرانيا وفي ظل التراجع الميداني للقوات الروسية في الأيام الأخيرة، على الرغم من تنامي أصوات معارضة من داخل روسيا ذهبت الى حد المطالبة بتنحية الرئيس بوتين من السلطة ومحاكمته بجرم الخيانة العظمى، فيما الوضع الميداني للجيش الروسي في أوكرانيا في شرق البلاد لا يبشر بالخير لا بل يؤشر الى مرحلة خطيرة جداً لأن بوتين لا يقبل الإنهزام بسهولة، وهو على استعداد لمضاعفة الضغوط العسكرية على الجبهات وتصعيد المواجهات وصولاً ربما للجوئه الى استخدام أسلحة نوعية تلامس، إن لم تكن السلاح النووي، فأقله السلاح الكيميائي التكتيكي الخطير، خصوصاً متى شعر الرئيس الروسي بتورط غربي مباشر في تسليح أوكرانيا بسلاح نوعي هجومي يزيد من خطر التورط الغربي وبالتالي المواجهة المباشرة مع موسكو.

يبقى أنه مهما كان الأمر، فإن الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا والغرب متوترة جداً ومفتوحة على شتى الاحتمالات بما فيها التمكّن من إزاحة الرئيس بوتين عبر تصفيته الجسدية، الأمر الذي إن حصل فلا شيء يضمن عندها أن لا يؤدي ذلك الى حرب عالمية تودي بالأمن العالمي الى المجهول.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: