تبدّى بوضوح تام، وكما سبق وأشرنا مراراً، أنه لا خلافاً عميقاً بين التيار الوطني الحر وحزب الله، أو إنفراط عقد تفاهم مار مخايل، الى كل ما قيل من تحليلات واستنتاجات وتنظيرات عن انتهاء “شهر العسل” بين التيار البرتقالي والحزب، فجلّ ما حصل في الآونة الأخيرة أنه كان هناك تباينات، وبالتالي بقي هامش المناورة قائماً وقبّة الباط لرئيس التيار النائب جبران باسيل من قبل حارة حريك هي السائدة في كل المحطات والمراحل، لأن حزب الله وفق المتابعين والمواكبين يرى أنه لا مناص الا بإبقاء هذه العلاقة، إذ تبيّن له بالملموس أن ليس هناك مَن يغطي سلاحه وسياساته الداخلية والخارجية الا التيار البرتقالي، وهذا ما ظهر جلياً عندما كان باسيل وزيراً للخارجية، الى كل ما خلفه في هذه الحقيبة حيث كانوا يدافعون عن حزب الله وفي الوقت عينه أساؤوا للمملكة العربية السعودية، وكانت هناك حملات أبطالها وزراء من التيار الوطني الحر وبعض نوابه وقيادييه ما أدى الى تدهور هذه العلاقة، من هذا المنطلق فإن زيارة وفد حزب الله الى الرابية والبيان المكتوب يؤكد أن هناك توجهاً من أمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله للتأكيد على أن التفاهم باقٍ ومتماسك لا سيما أنه وقّع مع الرئيس السابق ميشال عون، وعليه يُنقل وفق المعلومات أن رئيس الجمهورية السابق أكّد على استمرار العلاقة، متمنياً إصلاح ذات البيَن مع صهره باسيل لتبقى الأمور كما كانت، ما يؤكد المؤكد بأن ما جرى في الفترة الأخيرة كانت مجرد تباينات، ولكن في الوقت عينه فإن الحزب قدّر وضعية باسيل وترك له متسعاً من الوقت ليفعل ما يشاء، فجاءت الزيارة الى الرابية في إطار الحرص على تفاهم مار مخايل والعلاقة بين حارة حريك والتيار.
