"التيار" و"الحزب" يتذاكيان على بعضهما… مسرحية حوارية لتمرير الوقت!

IMG-20230714-WA0111

حين وجد رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، نفسه وحيداً سياسياً من دون حليف، سارع للعودة الى أحضان حارة حريك، "لانو ما بفيديك إلا قديمك"، خصوصاً اذا جمعته مع ذلك الحليف مصالح خاصة، اما التحالف الصوري ضمن فترة زمنية محدودة فلا يفيد، لذا غادر باسيل بسرعة الانفتاح الصوري على المعارضة، بعدما دعم مع عدد من نوابه، مرشح المعارضة الى الرئاسة الوزير السابق جهاد أزعور.
واليوم يتحضّر رئيس" التيار" للرجوع الى قواعده سالماً، في إتجاه حزب الله بعد لقاءين مع رئيس وحدة التنسيق والارتباط في "الحزب" وفيق صفا، وبعد إستراحة سياسية لم تنفعه فعاد وإسترجع حساباته، ورأى انّ الافضل له ان يتذاكى بعض الشيء، من خلال الانفتاح مجدّداً على الحزب، والقبول بحوار لن يشهد اي تطور، بل سيبقى طاولة للمناقشة من دون ان تصل الى خاتمة ايجابية.
هذا الانفتاح أطلقه بالتزامن مع عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، الذي سيحمل معه طرحاً لحوار للتوصل الى صيغة رئاسية جديدة، تصّب في نهاية المطاف في خانة مرشح ثالث، وهذا هو مطلب رئيس " التيار" ضمنياً، لانّ موافقته على دعم سليمان فرنجية تقارب المستحيل، وفقاً لسؤال:" لماذا فرنجية وليس أنا؟، ومن هذا المنطلق يرى باسيل انّ طرح فرنجية من قبل باريس لم يعد وارداً، وهو سمعها من اكثر من ديبلوماسي، لذا وضع يديه في مياه باردة للمضي في الحوار مع الحزب وسط ارتياح تام، والاخير يلعب دوره بإتقان بعد ان لوّح لباسيل بإمكانية قبوله بسلّة أسماء رئاسية، من دون ان يقتصر الحوار على موضوع دعم رئيس " التيار" لفرنجية للوصول الى بعبدا.
اذا الانظار شاخصة من جديد على مدى جدية حوار هذين الحليفين، وفي هذا الاطار ووفق المعلومات، يوضح باسيل في مجالسه بأنّ حواره مع مسؤولي الحزب سيحوي نقاشاً مفتوحاً وطرحاً لأسماء مقبولة، على ان يتواصل مع أفرقاء آخرين لاحقاً، وستكون بكركي مرجعيته وسيضعها في أجواء مباحثاته.
في السياق ثمة اسئلة تطرح حول خطوة باسيل هذه، في وقت ما زال فيه حزب الله مؤيداً بقوة لوصول فرنجية، وقد اعلنها يوم الاربعاء الماضي الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، حين جدّد تمسّكه بفرنجية "كخيار رئاسي ثابت وكمرشح لا يطعن المقاومة بالظهر".
اوساط "التيار الوطني الحر" أوضحت بدورها ، بأنّ فتح صفحة جديدة عبر حوار غير مشروط في مسار العلاقة أمر إيجابي، والسيّد نصرالله اشار خلال كلمته الاخيرة الى" انّ الحوار بشروط ليس حواراً، علينا ان نناقش ونرى ‏الأسماء التي لديكم، نتحدث عن الضمانات، يمكن أن تقنعونا ويمكن أن نقنعكم".
وفق القراءة السياسية لما يجري، تبدو الاجواء سلبية في ما يخص عودة المياه الى مجاريها بين "التيار" و"الحزب"، لانّ الامر سيقتصر على لقاءات فقط، اما التوافق على إسم الرئيس فهو صعب المنال، والمشهد يؤكد بأنّ عين جبران على الرئاسة ولو بعد حين، والهدف المماطلة لتمرير الوقت، لأنّ لا الحزب يريد رئيساً، ولا باسيل يريد رئيساً سواه.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: