بقلم عماد حداد
تحدّث وزير سابق يغرّد داخل سرب الممانعة أمام زواره متناولاً الأوضاع الراهنة وذلك خلال لقاء دوري يجمعه بهم في دارته، وأعرب عن خشيته مما يُحاك على الساحة الجنوبية إذ يبدو أن حزب الله محاصَر بين نارين، إسرائيلية من جهة تستفزه وإيرانية من جهة أخرى تردعه عن الردّ على الإستفزازات مما يطلق يد الآلة العسكرية الإسرائيلية لتنفيذ اعتداءاتها مطمئنة إلى الردّ المحدود للحزب، وهذا الأمر ينعكس سلبياً على صورة الحزب داخلياً ويعطي مبرراً إضافياً للمعارضة في التشكيك بجدوى فتح الجبهة الجنوبية، وهذه السلبية الحدودية يقابلها سلبية داخلية قد تفوقها خطورة.
وانتقل الوزير السابق إلى الأوضاع الداخلية مبدياً أسفه لطبيعة الأمور والعلاقات بين اللبنانيين، وأضاف بأن تأييده لما يسمّى محور الممانعة لا يعني أبداً أنه لا يحمل عتباً وتحفظاً وانتقادات لكثير من الأمور التي تحصل، واعتبر بأن حزب الله يتعاطى مع الداخل بنهج عدائي أعمق من عدائه لإسرائيل، وبأنّ هذا التعاطي لا يجوز ولا يمكنه أن يستمر والشواهد كثيرة وآخرها الإنسحاب السوري في العام ٢٠٠٥ فمن كان يتصوّر قبل عام من هذا التاريخ أن هذا الأمر ممكن أن يحصل ودعا حزب الله إلى تخفيف الضغط في الداخل لأن علاقته مع الكثير من اللبنانيين باتت أبعد من الخصومة السياسية وعلينا نحن أصدقاء الحزب أن نصارحه، ويخطئ الحزب كثيراً في اعتقاده أن بإمكانه الإستمرار في هذا النهج، “البلد في ناس غيرنا” كما أشار.
الإنتقادات التي ساقها الوزير السابق طالت الملف الرئاسي رافضاً الأسلوب الفوقي في إدارته ومحذراً من معاداة المسيحيين داعياً إلى توقّع ردّ فعلهم على التمادي في تغييب رئيس الجمهورية باستخدام ثغرات في الدستور الذي يفترض حسن النوايا، ومواده الوقائية تهدف إلى عدم تغليب أحد المكونات على الآخرين وليس استخدامها لتغليب فئة على أخرى وهذا ما هو حاصل اليوم في الشأن الرئاسي، وما يتكرر أيضاً في الشأن الحكومي الذي يحتل المرتبة الثانية اليوم مع طغيان الشغور الرئاسي ولكن هذا لا يمنع أن القلق السني لا يقل خطراً عن قلق المسيحيين.
وحذّر الوزير السابق في ختام مداخلته من مبدأ المعاملة بالمثل، فالمكونات الأخرى كان بإمكانها أن تتسبب في شغور رئاسة مجلس النواب لو اعتمدت النهج الذي يعتمده الثنائي الشيعي في الشأن الرئاسي، وكان بإمكانها ترشيح أي شخصية شيعية ومنحها الأصوات اللازمة للفوز في الإنتخابات النيابية وترشيحها لرئاسة المجلس رغماً عن الغالبية النيابية الشيعية التي يمثلها الثنائي والإدعاء بأن مرشحها يحظى بتأييد وطني، ويمكنها أيضاً أن تدعو لحوار برئاسة رئيس السن لانتخاب رئيس للمجلس، وما لم تفعله تلك الأحزاب والقوى في الأمس، لا يوجد ما يؤكد أنها لن تلجأ لهذا الخيار غداً، فأين ستؤول إليه الأمور، “أترك الإجابة لأسوأ كوابيسكم” ختم الوزير السابق.