“الجبهة السيادية”: لقرار طوعي بتسليم السلاح الى الجيش

JABHA

عقدت الجبهة السياديّة مؤتمرًا صحفيًّا في مقرّها في السوديكو، اليوم الأربعاء ٢٠-١١-٢٠٢٤ ناقشت خلاله مبادرة الموفد الأميركي هوكستين، معلنة رؤيتها وموقفها من التطورات الأخيرة في بيان تلاه منسق عام الجبهة السيادية كميل جوزيف شمعون في نهاية المؤتمر. وقد حضر الاجتماع الذي سبق المؤتمر أعضاء الجبهة السيادية ورئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون، والسيدة لينا الجلخ عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب، والنائب السابق ادي أبي اللمع، ورئيس حزب حركة التغيير المحامي ايلي محفوض.

بداية، صرّح رئيس حزب الوطنيين الأحرار، النائب كميل شمعون: “اذا أردنا كلبنانيين ضمان حدودنا وحقوقنا دوليا من المفروض العودة الى معاهدة الهدنة التي حصلت بين لبنان واسرائيل سنة ١٩٤٩. وهي كانت الضمان لجميع المناطق المتنازع عليها جنوباً، لانها كانت معاهدة من دولة إلى دولة وليست من ميليشيا إلى دولة كما يحصل اليوم.”

ثمّ تابع النائب السابق ادي ابي اللمع قائلاً: “لا خلاص للبنانيين الا بالعودة الى القانون والدستور. ولو سلم حزب الله سلاحه عام ١٩٩١ كنا بغنى عن مشاهد الموت والدمار. وأوضاع لبنان لن تستقيم سوى بدولة فعليّة تمتلك وحدها القوى العسكريّة وقراري الحرب والسلم. ولا تفاوض يسلك الطريق الصحيح إلا بتطبيق القرارات الدولية. آن الآوان لعودة الجميع إلى الدولة بشروط الدولة.

وكان لرئيس حركة التغيير  المحامي ايلي محفوض تصريحًا ايضا قال فيه: “مشهدان طبعاً الصورة السياسية اللبنانية خلال الأيام الماضية، مشهد الوفد الإيراني في المطار وردات فعله وفورة الغضب غير المبررة على إجراءات قانونية روتينية عادية والمشهد المقابل ما حصل مع موفد الرئيس الأميركي الذي خضع مع الوفد المرافق له للتفتيش وأكثر من ذلك فقد بادر هوكستين من تلقاء نفسه بوضع حقيبته على جهاز السكانر لكي يُكشَف عليها تطبيقا للقوانين”.

وتابع محفوض: “سؤالي للإيرانيين هل تسمحون في بلادكم بمرور أي مسؤول لبناني دون الخضوع للإجراءات القانونية والأمنية التي تسري على الجميع؟ إلاّ إذا كنتم لا زلتم تعتقدون أن بيروت خاضعة لطهران كما هي الحال مع أكثر من عاصمة عربية تصنفونها بأنها تحت سيطرتكم..مسرحيتكم في مطارنا الدولي أعادت أمامنا مشهد تباهيكم بأنكم ربحتم الإنتخابات النيابية في لبنان وأن إيران أصبح لها 72 نائبا في البرلمان اللبناني. من هنا، أتوجه الى الرأي العام اللبناني الذي عليه أن يرفع الصوت وأن يصرخ وأن يرفض وأن يعترض وأن ينتفض على الهيمنة الإيرانية على لبنان.. من نحن يا سادة؟ ما هو دورنا في هذه الجمهورية المتآكلة؟ من يقرر عنا؟ من هو صاحب القرار اللبناني؟ أسئلة كيانية سيادية وجودية يطرحها كل لبنانية ولبناني وعلينا إيجاد أجوبة مقنعة.. من نحن؟ نحن الشعب المدعوس المغلوب المأكول حقه الممنوع عليه أن يرفع الصوت.. دورنا مجرد من أي إرادة بتقرير مصيرنا لأن ميليشيا مسلحة يشغلّها الحرس الثوري قررت أن تجرّنا على حرب لا علاقة لنا بها فقط لأن أوامرها إلهية ونحن كلبنانيين علينا الرضوخ والقبول ومن يعترض منا مصيره إما التخوين أو مصير لقمان وجبران وبيار ورفيق الحريري.. الأهم والأخطر ما سمعناه وما سوف يسمعوننا إياه غداً أو بعد غد إننا منتصرون وغالبون..

فختم: “بربكم أوقفوا التفاهات والسخافات فالبيوت مدمرة والجنوب بقعة رماد والجثث تحت الأنقاض..بربكم أوقفوا رفع الإصبع واوقفوا تهديدنا وكفّوا عن لغة فدا صرماية فلان وفلان.. إسمعونا جيداً صرماية كل ضحية لبنانية وكل شهيد لبناني وكل حبة تراب من أرضك با جنوبي الغالي بتسوى إيران وكل عنترياتها على حسابنا..اللي بدو يموت يموت وحده إنما ما ياخدنا بعد اليوم الى الموت المجاني .”

وختم المؤتمر ببيان الجبهة السيادية الذي تلاه منسق الجبهة كميل جوزيف شمعون: “لا يزال لبنان يتعرّض لأشرس حرب حيث تكثر المبادرات من دون الأخذ بعين الإعتبار برغائب الشعب اللبناني الذي يعاني من تخمة الطامعين بأرضه ناهيك عن الفوضى في إساءة تفسير الدستور الذي تحوّل الى وجهة نظر خاصة في ظلّ تغييب إنتخاب رئيس الجمهورية حيث تسود شريعة الغاب من خلال السطوة على صلاحيات رئيس الجمهورية المناط به حصريا التفاوض بإسم الجمهورية اللبنانية.

إن الجبهة السيادية من أجل لبنان تجدد الدعوة الى المجتمع الدولي بضرورة الذهاب قدما باتجاه إنفاذ القرارات الدولية 1559 و1680 و1701 من دون أي تجزءة أو إنتقائية لتلك القرارات وإلا فإننا سنكون عرضة من جديد لمزيد من الإنتهاكات الأمنية والعسكرية بين الفترة والأخرى كما يحصل اليوم.

إن الجبهة توّجه الدعوة الى جميع اللبنانيين في هذا الظرف الدقيق والخطير كي يعبروا الى منطقة السلام الحقيقي من خلال الركون الى مؤسسات الدولة وحدها من دون أي شراكة بوظائفها مع أي حزب أو ميليشيا مهما رفعت من شعارات خارج إطار الشرعية.

إن الموفد الأميركي هوكستين الذي حضر مراراً الى لبنان حاملاً بين يديه أطروحات وأفكار لا بدّ أن تضع بنهاية المطاف حدًا للحرب الدائرة على أرضنا وهي حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل إنما هي حرب غرباء على أرضنا إنها حرب إيرانية إسرائيلية ضمن حسابات مصالح أممية على لبنان أن يُخرج نفسه منها بأسرع وقت حتى يتسنّى للبنانيين من لملمة أوضاعهم وبلسمة جراحهم وأن يتعظوا ويتعلموا أن لا بديل للدولة في كل المجالات.

 وعليه تؤكد الجبهة على أن رسالة هوكستين لا بد أن تتضمن ليس فقط وقف الحرب إنما ضمان عدم تجددها من خلال ترك الأسباب وراء إشتعال فتيل حروب جديدة، من هنا على الزائر الكريم الأخذ بعين الإعتبار أهمية القرارات الدولية المنوه عنها أعلاه كي تكون الضمانة والضامن لمنع إنزلاق لبنان الى مزيد من الحروب.

وختاماً تدعو الجبهة كل من لا يزال يحمل السلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية كي يبادر فوراً وحقنا لمزيد من الدماء وحفاظاً على ما تبقى الى الركون لمؤسسات الدولة وأجهزتها والعمل على قرار طوعي بتسليم السلاح الى الجيش اللبناني بدل تسليمه الى جهات خارجية كما يحصل اليوم مثلا في الجنوب”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: