أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن حزب الله لا يريد الحلول وهذا ما نشهده منذ سنوات وهو متمسّك بالسيطرة على لبنان واستخدامه كورقة ضغط بيد إيران، لكن الأمور تغيّرت اليوم، فهناك سلطة سياسية منتخبة وملتزمة بحصرية السلاح واستعادة سلطة الدولة وسيادتها، مشددًا على أن على الحزب أن يغيّر بكل أدائه السابق وينتقل مع اللبنانيين الى بناء الدولة وهذا يمرّ بتسليم سلاح من دون قيد أو شرط.
وفي مداخلة عبر الحدث، أوضح أن الحزب لا يتحدث باسم الدولة وليس مكلفًا بإعطاء رأيه باسم اللبنانيين وهو فصيل مسلّح عليه أن يسلّم سلاحه وعلى رئيسي الجمهورية والحكومة أن يكونا حازمين من دون تساهل وألّا يتعاملا مع الحزب بعد اليوم.
أضاف: “لدينا ثقة برئيسي الجمهورية والحكومة بكل ما يتعلق بتمسكهما بسيادة لبنان والتعامل مع المقترح الأميركي ولا أعتقد أن هناك تساهلا إنما واقع جديد، إذ يحاول الرئيسان أن يتعاملا بطريقة متقدّمة ممكنة وهناك تعقيدات يجب التعامل معهما، ومتأكد أن الرئيسين يتعاملان بجدية مطلقة ويعرفان أن لا قيامة للدولة ولا إصلاحات ولا نهوض طالما أن هناك سلاحًا بيد حزب الله ولا يمكنهما أن يتخاذلا بالتعاطي مع الورقة الاميركية، مشددًا على أننا ندفع الحكومة باتجاه الحزم والتعاطي مع حزب الله وسلاحه بطريقة حازمة لأن لا وقت ليهدر في لبنان.
وجزم رئيس الكتائب بأننا أمام مرحلة مفصلية وعلينا عدم التباطؤ بالعمل على حصر السلاح بالدولة، معتبرًا ألّا شيء لبناني في حزب الله سوى هوية أفراده وآخر من يمكنه التكلم عن أن سلاحه شأن داخلي هو الحزب نفسه، ونقبل بسحب كل شيء غير لبناني من الحزب كالمال والسلاح والإيديولوجية.
وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار وضع مبادئ عامة وهو يتحدّث عن تجريد السلاح وانسحاب اسرائيل، وهذان الموضوعان لا يزالان عالقين والمطلوب وضع تفاصيل وهذا ما يحاول ان يقوم به الموفد الأميركي ويضع رئيسا الجمهورية والحكومة تفاصيله لجهة انسحاب اسرائيل وجمع سلاح الحزب وإعادة الإعمار، وأردف: “ما يحكى فيه هو على مراحل عدة وعندما تنتهي الاولى سيكون هناك انسحابات اسرائيلية وتسليم للسلاح وضخ أموال لإعادة الإعمار وننتقل الى مرحلة ثانية لحين الوصول بعد فترة الى انتهاء كامل من انسحاب وحصر السلاح بيد الجيش واستكمال الإعمار.”
وتابع: “ما هو مطروح وما اقترحناه مع الموفدين والمسؤولين عملية متراكمة على مراحل محدودة في الزمن ولكنها تصل الى الهدف المرجو، موضحًا أن اتفاق وقف إطلاق النار حصل على عجل وكان نوع من استسلام سريع للحزب الذي وافق على استسلام من دون شروط وهذا ما أفسح المجال لإسرائيل لتفسيره واليوم تتابعه الدولة اللبنانية وتضع تفاصيله”.
واكد ألا تصريح لأي مسؤول يتكلم عن جمع السلاح من جنوب الليطاني فقط انما الجميع يتكلم عن نزع السلاح من كل الأراضي ونحن نطالب بالأمر منذ 30 سنة، جازمًا بأننا لا نقبل ببقاء أي بندقية بيد حزب الله وهذا الموضوع لا نساوم عليه وحصر السلاح يبدأ من الليطاني ويمتد الى كل الاراضي وهذا الموضوع واضح بالنسبة لنا وبالنسبة لكل من تكلمنا معهم، وعلى حزب الله أن يختار فهل يريد ان يعرّض لبنان والطائفة الشيعية وأفراده للأذى واعطاء اسرائيل الحجة للتدمير والقتل أو يريد أيضا ان يفتح حالة فوضى وصراع مع بقية اللبنانيين الذين يرفضون بقاء سلاحه؟
وأكد أننا لسنا مستعدين لأن نبني دولة بوجود السلاح وسأقوم بمبادرة داخلية قريبًا في هذا الاتجاه لنقول بوضوح اننا لسنا مستعدين للتعايش مع سلاح حزب الله بعد اليوم بمعزل عن اي قوة خارجية.
وشدد على أن بالنسبة لنا لا تراجع بمعزل عن كل المبادرات ولن نتعايش مع السلاح بعد اليوم، موضحًا أننا لا نميّز بين سلاح ثقيل وسلاح خفيف، فإذا كان الثقيل خطرًا على الأمن الدولي، فالخفيف فيه خطر علينا وما عانى منه اللبنانيون منطق القوة الداخلي التي استُعمل فيها السلاح الخفيف.
ورأى ألّا أحد سوى أميركا قادر على إعطاء الضمانات بأن اسرائيل ستنسحب وهي وضعت حدودًا كثيرة على اسرائيل أهمها بموضوع الحرب مع إيران وان لم نأخذ الضمانات من اميركا فلن نأخذها من أحد.
وختم رئيس الكتائب مؤكدًا أننا نتطلع بأن نسير على خطى الدول العربية باتجاه الازدهار والسلام ولا نريد أن نبقى تحت رحمة سلاح حزب الله وإيران الذي دمّر لبنان ومنعنا من الانتقال الى الحضارة ونريد أن نتحرر من هذا الكابوس الموجود على كاهل اللبنانيين لنواكب تطور الخليج.