كتبت صونيا رزق
“إثنين الغضب” الذي أستهل به لبنان أسبوعه الجاري عاد ليفتح دروب الثورة من جديد، ويعيد أوصالها في مختلف المناطق اللبنانية، فتوالت الإحتجاجات والتحركات في الشارع، مع صرخات الجوع لكنها لم تصل الى آذان المسؤولين الغائبين عن السمع، متجاهلين ارتفاع سعر الدولار وانهيار العملة الوطنية، والأزمات المعيشية والمالية، على وقع تحذيرات من مخاوف أمنية مرتقبة، ما ينذر بالإنحدار أكثر نحو الهاوية، من دون أي حلول في الأفق، فإلى أين يأخذ المسؤولون هذا الوطن وشعبه، وماذا تخبىء الأيام المقبلة ؟.
في هذا الإطار، يشير الجنرال المتقاعد جوني خلف خلال حديث لموقع LebTalks الى أنّ الإحتجاجات ستتواصل في الشارع ولكن على مراحل، وستحوي مفاجآت من ضمنها دخول المحتجين بيوت السياسيين أو اقتحام الإدارات الرسمية، أي ستأخذ منحى مختلفاً عن السابق، مع إقفال طرقات بالسواتر الترابية، لكن الجيش سيمنع ذلك وقد تحصل صدامات بين المحتجين والقوى الأمنية.
ورداً على سؤال حول إمكانية أن تنتصر الثورة، قال خلف:” في المرحلة الحالية ستبقى ورقة ضغط ، مع رفض مطلق للطبقة الحاكمة والوضع المعيشي ولإرتفاع الدولار، الذي لا حل له حالياً، فيما الحل السياسي مطلوب بسرعة، أي تشكيل حكومة مع وضع خطط إقتصادية وإصلاحية لنيل المساعدات المالية، وإلا سيبقى الدولار يحلّق من دون أي سقف، بالتزامن مع رفع الدعم نهاية الشهر الجاري عن المواد الغذائية ومشتقات النفط وغيرها، أي سنصبح في قلب الإنفجار.
وعن اجتماع بعبدا، وصفه خلف ب”المسخرة” ومن دون جدوى وحلول، معتبراً بأنّ خطاب البطريرك بشارة الراعي كان له التأثير الأكبر على تحريك الشارع، الذي عاد وإنطلق خصوصاً بعد عظة الأحد، التي توجّه بها الى الثوار، فكان ” إثنين الغضب “.
وتابع خلف:” أرى البطريرك اليوم الممثل الأول للمسيحيين، ورأس حربة في الثورة ولكل اللبنانيين، من خلال طرحه الحياد والتدويل، وسوف يحرّك المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان”.
وفي إطار الحل الأفضل للأزمات المستشرية، اعتبر بأنّ الحل بالتدويل في غياب أي بحث أو طرح على مستوى السياسيين الموجودين، والحلول مترابطة إقليمياً ودولياً وحزب الله مرتبط بالخارج، والرئيس الحريري مقتنع بذلك لذا يجول “لتضيّيع الوقت”، أما اللواء عباس إبراهيم فقد أطفأ محركاته، لأن الحلول الداخلية لم تعد موجودة، مستبعداً وجود حل بيد الرئيس ميشال عون، إذ لم يعد له أي حليف سوى حزب الله، الذي تجمعه به فقط مصالح مشتركة.