الجيش في عيده: صمود بوجه رياح الخارج وضغط الداخل

IMG-20230801-WA0004


يصادف عيد الجيش هذا العام وسط تحديات أقل ما يقال فيها أنها مصيرية تواجه لبنان وشعبه وجيشه وذلك في زمن الفراغ السياسي والمؤسساتي والإنهيار المالي والإقتصادي.
يعمل الجيش اللبناني بقيادته وأفراده على الإستمرار في النهوض بأعباء حماية الوطن والإستقرار، ولو كلفه هذا الأمر تحمل الضغوط المتنوعة والتي تبدأ بالسياسة والتدخلات السياسية ، وتنتهي بالرياح الخارجية وتحديداً الإقليمية التي تغامر بمصير لبنان من خلال السيناريوهات الأمنية والإرهابية، التي لا يجد الجيش مفراً من الوقوف بوجهها مهما كانت الصعاب كبيرة.
فما حصل على سبيل المثال في حرب نهر البارد من مواجهة للمجموعات الإرهابية ، قد يكون المثال الأبرز على التضحيات التي يقدمها كل جندي في الجيش اللبناني لإتمام واجبه الوطني، وذلك في الوقت الذي تسير فيه الإتجاهات السياسية الداخلية مع هذه الرياح الخارجية حتى ولو لم تتقاطع مع المصلحة العليا للبنان.
ولا يغيب في هذا المجال الواقع الإجتماعي الصعب في لبنان والذي ينهك كل اللبنانيين وفي مقدمهم العسكري في الجيش اللبناني والذي يجد نفسه مضطراً للعمل وسط ظروف قاسية على كل المستويات. إلا أن حكمة وبصيرة قيادته وتفانيها في أداء الواجب وحماية المؤسسة العسكرية، قد ساهمت في الحفاظ على استمرارية هذه المؤسسة عبر تأمين مقومات صمود أفرادها وذلك من خلال حراك لافت وديناميكية واضحة، تضع هدفاً لها حماية الجيش والجندي ولبنان بمعزل عن كل الإعتبارات السياسية والإنقسامات الداخلية الخطيرة.
واليوم يبقى الجيش آخر معاقل الشرعية في البلاد وسيكون الحد الفاصل بين بناء الدولة أو فقدانها إلى الأبد.
وبالتالي ، فإن التمسك بالجيش ومؤسسته، هو تمسك بالشرعية وبالوطن، وهو الذي سيشكل النواة الباقية لدى اللبنانيين، لإعادة بناء الدولة المستقرة وصاحبة السيادة والعادلة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: