الرئيس سعد الحريري “راجع” الى بيروت بعدما علّق مسيرته السياسية “وطار” الى دولة الامارات العربية المتحدة، والسؤال المطروح ماذا عن هذه العودة المخصصة حصراً للمشاركة في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري؟ وبصراحة متناهية أنها عودة وجدانية لا سياسية أو ثمة تنشيط وتفعيل، أو إعادة احياء تيار المستقبل ولملمة الصفوف على الرغم تبين بالملموس وبالأدلة الحسيّة وبفعل الحياة السياسية اليومية أن الحريرية السياسية لا زالت في وجدان الأكثرية السنيّة الساحقة واللبنانيين، ولم يعبأ هذا الفراغ من أي طرف آخر ما ظهر جلياً في الانتخابات النيابية الأخيرة.
ولكن وفق المتابعين لمسار الأوضاع المرتبطة “ببيت الوسط”، ان الحريري سيلتقي بوزراء ونواب المستقبل السابقين وقيادات التيار الأزرق، وانما من الذين لم يخرجوا عن اللاءات التي رفعها الحريري وعلّق خلالها مشاركته بالحياة السياسية أي مع الذين التزموا بعدم المشاركة في الانتخابات ومنهم من اختار طريقه مع هذه الجهة وتلك.
وفي غضون ذلك، لن يقام مهرجان سياسي في ذكرى الرابع عشر من شباط، أو ثمة دعوات وُجهت من قبل المستقبل، بل يتوقع أن تكون هناك مشاركة عفوية والحريريين اشتاقوا للشيخ سعد وسيعبرون عن ذلك من خلال التوجه الى “بيت الوسط” مهللين ومرحبين بعودته، ويتوقع وفق المعطيات والواقع على الأرض بأن تتحول هذه العفوية الى حشد شعبي في خضم هذه الظروف وما تعانيه العاصمة والواقع السني بشكل عام من غياب المرجعية السياسية وخطاب الاعتدال، ولكن العودة السياسية بحاجة وفق المؤشرات الراهنة الى دفع إقليمي ودولي وذلك متروك للحظة المؤاتية.
وأخيراً، ليس من معلومات حتى الساعة تشي بأن الرئيس الحريري بصدد استقبال قيادات سياسية حتى من الذين يُصنفون في خانة الحلفاء والمقربين، والأمور قد تتبلور في وقت ليس ببعيد ليُبنى على الشيء مقتضاه حيال ما يتصل بهذه العودة بعدما باتت الأمور واضحة، بمعنى أن زعيم تيار المستقبل من يمثّل السنّة إضافة الى زعامته الوطنية وعلاقاته العربية والدولية.
