"الحزب" المأزوم يهدّد.. "إلعَب غيرا"

95598Image1-1180x677_d

اذا أردت أن تعرف ماذا يجري في كواليس مطبخ التسوية الرئاسية فما عليك سوى الاستماع الى خطابات القيادات في حزب الله، إذ إن
النبرة المرتفعة التي خرج بها أمس رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين مهدداً معارضي انتخاب سليمان فرنجية بأنهم فوّتوا الفرصة للدخول في التسوية تدرك جيداً أن حظوظ التسوية باتت معدومة في ظل الرفض المسيحي الكبير لوصول فرنجية الى سدّة الرئاسة الأولى.
ولعل مَن كان الأكثر صراحة في هذا الموضوع هو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قالها بوضوح وعلى الملأ في مقابلته الأخيرة، إن "المعارضة ستكون جاهزة لتطيير النصاب اذا ما تمكّن سليمان فرنجية من الوصول الى عتبة الـ65 نائباً".
واذا ما ربطنا كل هذه الأمور مع الموقف الأخير للخارجية الفرنسية، والذي وصفته مصادر متابعة بأنه خطوة الى الخلف في موضوع رئاسة الجمهورية، يصبح من الواضح حجم التأزم الكبير الذي يواجهه حزب الله اليوم مع فرنجية، فالأخير ليس ميشال عون، ولا كتلة وازنة خلفه تسمح بقلب المعادلة للتشبّث به، كما أن الانتخابات النيابية الأخيرة أفرزت كتلاً مناهضة للحزب يمكن أن تكون سداً منيعاً في وجه مخططاته ولم تعد ترهبها قمصانه السود ولا تهديداته.
اذاً، حزب الله اليوم، وفي ظل ما يجري عاجز عن إيصال مرشحه الى كرسي بعبدا، وعاجز عن إبقاء الغطاء الفرنسي عليه، لا سيما بعد أن سمعت دوائر الاليزيه الرفض الكبير من جميع الفرقاء الذين التقتهم، وعليه لم يعد أمامه سوى التهديد الذي بدوره لم يعد ينطلي على أحد.
ويبقى السؤال، اذا ما استمر الحزب في التمسك بسليمان فرنجية، هل سيكون قادراً على تحمّل الانهيار الكبير الذي قد يصل اليه البلد نتيجة وصول هكذا شخصية الى كرسي بعبدا والعزلة التي ستستمر على لبنان لسنوات مقبلة؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: