“الحزب” لن يسلّم كل سلاحه للدولة اللبنانية

WhatsApp Image 2025-07-04 at 13.00.19_1893a76e

أفادت ثلاثة مصادر مطّلعة بأن حزب الله بدأ مراجعة استراتيجية كبرى بعد الحرب المدمّرة مع إسرائيل تتضمّن بحث تقليص دوره كجماعة مسلّحة من دون تسليم سلاحه بالكامل.


وتعكس المناقشات الداخلية، التي لم تكتمل بعد ولم يتم الكشف عنها من قبل، الضغوط الهائلة التي تتعرّض لها الجماعة المدعومة من إيران منذ التوصّل إلى هدنة في أواخر تشرين الثاني.

وتواصل القوّات الإسرائيلية قصف المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، متّهمة إيّاها بانتهاك وقف إطلاق النار، وهو ما تنفيه الجماعة التي تواجه أيضاً ضغوطاً مالية شديدة ومطالب أميركية بتسليم سلاحها وتراجع نفوذها السياسي منذ تولّي حكومة جديدة السلطة في شباط بدعم أميركي.

وزادت الصعوبات على “حزب الله” بسبب التحوّلات الكبرى في ميزان القوى بالمنطقة منذ أن قضت إسرائيل على قيادتها وقتلت الآلاف من مقاتليها ودمّرت جزءاً كبيراً من ترسانتها العام الماضي.

وأطاح فصيل من المعارضة السورية المسلّحة ببشار الأسد حليف “حزب الله” في كانون الأول 2024 ما أسفر عن قطع خط رئيسي لإمدادات الأسلحة من إيران.

وقال مصدر أمني في المنطقة ومسؤول لبناني رفيع المستوى لـ”رويترز” إن هناك أيضاً شكوكاً بشأن حجم الدعم الذي يمكن أن تقدّمه طهران التي تخرج الآن من حرب ضروس مع إسرائيل.

وذكر مسؤول كبير آخر مطّلع على المداولات الداخلية لـ”حزب الله”، أن الجماعة تجري مناقشات سرّية عن خطواتها التالية.

أضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن لجاناً صغيرة تجتمع شخصياً أو عن بعد لمناقشة مسائل، مثل هيكل الجماعة القيادي ودورها السياسي وعملها الاجتماعي والتنموي وأسلحتها.

ولفت المسؤول ومصدران آخران مطّلعان على المناقشات أن إلى أن “حزب الله” خلص إلى أن ترسانة الأسلحة التي جمعها لردع إسرائيل ومنعها من مهاجمة لبنان أصبحت عبئاً.

وقال المسؤول “كان لدى حزب الله فائض قوة، كل تلك القوة تحوّلت إلى نقطة نقمة”، موضحاً أن حزب الله “ليس انتحارياً”.

ونما “حزب الله” تحت قيادة الأمين العام حسن نصرالله، الذي اغتيل العام الماضي، ليصبح لاعباً عسكرياً في المنطقة بعشرات الآلاف من المقاتلين والصواريخ والطائرات المسيّرة المستعدة لقصف إسرائيل. وقدّم الدعم لحلفائه في سوريا والعراق واليمن.

وأصبحت إسرائيل تعتبر “حزب الله” تهديداً كبيراً. وعندما فتحت الجماعة النار تضامناً مع حليفتها حركة “حماس” في بداية حرب غزة عام 2023، ردّت إسرائيل بغارات جوية في لبنان والتي تطوّرت لاحقاً إلى هجوم بري.

وتخلّى “حزب الله” منذ ذلك الحين عن عدد من مستودعات الأسلحة في جنوب لبنان وسلّمها للقوّات المسلّحة اللبنانية كما هو منصوص عليه في هدنة العام الماضي، وتقول إسرائيل إنّها تقصف بنية تحتية عسكرية لا تزال مرتبطة بالجماعة.

وأوضحت المصادر أن “حزب الله” يدرس الآن تسليم بعض الأسلحة التي يمتلكها في مناطق أخرى من البلاد، لاسيما الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تعتبر أكبر تهديد لإسرائيل، بشرط انسحابها من الجنوب ووقف هجماتها.

لكن المصادر قالت إن الجماعة لن تسلّم ترسانتها بالكامل. ولفت “حزب الله” إلى أنّه يعتزم على سبيل المثال الاحتفاظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدبّابات باعتبارها وسيلة لصد أي هجمات في المستقبل.

ولم يرد المكتب الإعلامي لـ”حزب الله” على أسئلة ترتبط بهذه التغطية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه سيواصل عمليّاته على طول حدوده الشمالية وفقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، بهدف القضاء على أي تهديد وحماية المواطنين الإسرائيليين.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: